لماذا سمي مسلسل "عباس الأبيض فى اليوم الأسود" بهذا الإسم؟
أولاً، يجب أن أوضح أن الشخصية التى أوديها في المسلسل اسمها "عباس الدميري" و "الأبيض" مجرد صفة تعبر عن مدى الصدق و البراءة التى يتسم بها صاحبها فى الأيام المريرة السوداء التي يواجهها، على غرار المثل الشعبى الذي يقول "القرش الأبيض ينفع فى اليوم الأسود".
لكن ما هى أبرز ملامح عباس الدميرى؟وهل يشبه جابر الأنصارى؟
عباس إنسان يحاول أن يغير الكثير من الأشياء فى عالم حالك السواد، وهذا فى حد ذاته هو ما جعلنى أرتبط به لدرجة أنه تسلل فى وجدانى ، أما عن ملامحه، فهو مدرس تاريخ ولأنه "أبيض" فهو بالتالي لا يعرف الالتواء وبالتالى يبوح لتلاميذه بما هو مقتنع به تاريخياً وليس بالوارد فى مقررات وزارة التريبة و التعليم و التي يرى هو أنها تحمل بعض الزيف،خاصة عندما يرى فى عيون تلاميذه رغبة حقيقية فى معرفة حقيقة التاريخ والحضارة ، و لكنه على الرغم من شفافيته الشديدة، يلقى جفاءاً من المسئولين يجعله يقبل الإعارة إلى العراق، و هناك يدخل السجن لنفس السبب الذي حمله لترك مصر و هو أنه يروي "التاريخ كما يجب أن يكون"، ويظل مسجوناً طوال عشرون عاماً، ليعود بعدها إلى وطنه و قد تغير العالم من حوله مما يأصل شعوره بالغربة و لكن داخل بلاده هذه المرة، وأنا لذلك أرى فى قصته ملامح شديدة الإنسانية لأنه عاش حياته بمنتهى الصدق في ظل أقسى الظروف،و لذلك أيضاً فهو يختلف تماماً عن جابر الأنصارى رجل الأعمال الذى يحتفظ بسر فى حياته مناقضاً بذلك وضوح و شفافية عباس تماماً.
ولماذا تم اختيار العراق بالذات لتكون محطة لسير الأحداث ؟
ليس للعراق شأن بسير الأحداث، بل هى مجرد صدفة لها مدلولها الدرامى المؤثر، و أهم سبب لاختيار العراق تحديداً هو أن كثير من المصريين سافروا اليها فعلاً فى فترة الثمانينيات.
هل تعتقد ان نموذج عباس الدميرى موجود بيننا في الواقع؟
نعم،هذا النموذج موجود بالفعل، و ما يقال عن أن الزمن قد تغير و لذلك تحجرت القلوب و التوت التعاملات ليس صحيحاً،فالعيب ليس فيه ولكن الناس هي التي تغيرت بشكل ما، فالزمن الذى نعيشه ليس قاتماً تماماً كما يرى الكثيرون، فرغم كل شئ ما يزال هناك جانب جميلو مشرق يعطى للإنسان الأمل فى الحياة ، و أنا عندما أتعامل مع الشخصية لابد أن أتذوقها جيداً، ولذلك أحرص دائماً على التعايش معها وكأنها من لحم ودم، فأى فنان حقيقى لابد و أن يكون قادر على تحويل الشخصية من الورق الى حقيقة حتى يصدقها المشاهدون، وهذا هو ما حدث معى فى الليل وآخره، فبعد انتهاء عرضه مباشرة ظهر المثيل الحقيقي لـ"رحيم المنشاوي" فى مجتمعنا،و أعلن عن وجوده وقال "أنا فعلاً رحيم الذى جسد يحيى الفخرانى دوره فى المسلسل!!" ، وبالنسبة لعباس الأبيض، فهـذا النوع من الناس موجود في الواقع وتعاملت معه من قبل، و الحياة فيها الطيب والشرير، ولعل أكثر ما جذبني فى "عباس" هو صفة "المحامى" التي يتحلى بها حيث يدافع دائماً عن الحق و الصواب دون أن يهاب أحد.
و هل صادفك هذا النموذج "عباس" فى الحياة الواقعية؟
نعم وعشت معه، حيث رأيت هذا النموذج فى شخصية والد زوجتى، و هو رجل مثقف شديد الطيبة، و شديد التمسك بالقيم والمبادئ والبساطة.
هل إشتركت فى كتابة سيناريو المسلسل؟
عندما جاءنى الكاتب يوسف معاطى وسمير خفاجى بالفكرة والنص تحمست جداً، وجلسنا سوياً لفترات طويلة وتفرغت تماماً لهذا الموضوع، و كنت هناك أحياناً أقترح إضافة شيئاً جديداً، و إذا كان مفيداً للنص نقوم بإضافته.
هل تجد أن نوعية الدراما التى تؤديها هى المطلوبة الآن؟
هذا النوع من الدراما يعتبر نوعاً من الدراما الساخرة فهو فرصة لكشف الواقع الذى يعيشه المجتمع العربى، فشخصية عباس الأبيض تطرح العديد من التساؤلات والقضايا المهمة التى تهم الوطن، و الهموم التى يعانى منها الشارع العربى من خلال زوايا كوميدية ساخرة ، وأنا أرى لابد من ظهور هذا النوع من الدراما من أجل الصحوة العربية قبل أن ينتهى العرب إلى كارثة كبيرة.
هل تجد صفات بداخلك قريبة من صفات عباس؟
لا استطيع أن تحديد ذلك،ولكن بشكل عـام كل الشخصيات التى أقدمها يكون بداخلى شئ منها فى حتى لو كانت شخصية شريرة جداً.
بعد عدد من الأعمال الناجحة ، أين يضع الفخرانى نفسه بين أبناء جيله؟
أنا ممثل فقط و لا أصنف نفسي، فعندما أجد عملاً جيداً أحب أن أقدمه لجمهورى، أما التصنيف والنجومية فبعيدين عن عملى الأساسي، وأعتقد أن النقاد والجمهور هما الذين يضعان الفنان فى مكانه الصحيح.
هل أصبح الفخرانى يجد نجوميته أكثر فى التليفزيون؟
أنا بدايتى كانت فى التليفزيون ثم إتجهت إلى السينما وبعدها المسرح، ثم عدت للتليفزيون من جديد، وتوجد أقاويل كثيرة فى الوسط الفنى إتضح عدم صحتها منها بالخبرة منها المقولة التى انتشرت بأن الفنان يجب ألا يقدم أعمالاً تليفزيونية كثيرة حتى لا يؤثر ذلك على نجوميته سينمائياً، و معظم الفنانين يعتقدون في ذلك، و لكن فى رأيي أن الشئ الوحيد الذى يحافظ على مستوى الفنان هو عدم تقديمه أعمالاً ضعيفة سواء على شاشة السينما أوالتليفزيون أوالمسرح، وأى عمل جيد فى أي من هذه المجالات يحقق النجاح والنجومية للفنان، ولا يوجد أى فرق بين نجم التليفزيون والسينما التى لم تعد صاحبة انتشار قوى و جمهور كبير مثل التليفزيون.
لماذا إعتذرت عن تقديم مسلسل "الملك فاروق" الذي تم تحويله للإذاعة؟
توقف العمل فى المسلسل بسبب مشكلات انتاجية لأنه يحتاج لانتاج ضخم غير متوافر حالي، وإذا كنت سأقوم بالدور كنت سأستعين بممثل شاب يقدم مرحلة الشباب لأننى تجاوزت هذه المرحلة ولا أصلح للدور سوى فى المرحلة الأخيرة من حياته، و فى النهاية لم نجد أمامنا سوى تحويله للإذاعة ليستمتع به الجمهور.
هل حققت كل أحلامك حتى الآن؟
الأحلام ليس لها نهاية وإلا يموت الإنسان، و بعد كل نجاح أحققه أبحث عن نجاح آخر.
ألا تفكر فى تكرار تجربة الفوازير مرة أخرى؟
قدمت الفوازير مرة واحدة مع صابرين و الراحلة هالة فؤاد ولن أقدمها مرة أخرى، و كنت قد قدمتها وقتها من أجل المخرج العظيم فهمى عبد الحميد ولن أكررها، لعدم تكرار موهبة فهمى حتى الآن.
كانت هناك منافسة شديدة هذا العام على عروض الأعمال الرمضانية، ألم تخشى من هذه المنافسة؟
أقوم بعملى فقط ولا أفكر فى المنافسة أو أخاف منها ولم أقصد أن تعرض أعمالى فى رمضان، أما مسألة توقيت العرض فتعود إلى إدارة التنسيق فى التليفزيون دون أى تدخل منى أو من غيرى ، ولكني أفضل بالطبع أن تعرض أعمالي فى شهر رمضان، فأنا أدرك جيداً أن أى عمل رمضاني يحظى بأعلى نسبة مشاهدة كما أنى أتفاءل برمضان لأنه شهد ارتفاع كبير فى شعبيتى لدى الجمهور مع ليالى الحلمية.
ألا تفكر فى الاتجاه للإنتاج السينمائى؟
الاتجاه للإنتاج السينمائي فكرة واردة بالنسبة لي وموجودة بداخلي، ولكن المشكلة هي العثور على النص المناسب، فلو وجدته لن أتردد لحظة فى إنتاجه لأننى أعشق السينما بقدر عشقى للتليفزيون، وكل فنان يريد أن تكون له أفلاماً متميزة.
لماذا لا تحب لقب دكتور التمثيل؟
لأنني لا أحب أية ألقاب حيث أعتبرها درجة من درجات الغرور، ولذلك أيضاًً كرهت كلمة النجم التى سبقت إسمى فى تتر مسلسل "الليل وآخره" حيث تم وضعها دون علمى ولن يتكرر هذا الموقف معي مرة أخرى بإذن الله.