تغطية وتصوير : محمد ممدوح
"الفنان المطرب .. أصبح سلعة رخيصة في أيامنا .. يتعرض للأقاويل والأكاذيب والتزوير.. ويصبح أخوه عدوًا له" ، تلك هي الفكرة المقدمة في فيلم المخرج خالد الحجر "مافيش غير كده" الذي شاهده الجمهور والصحفيون يوم السبت ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة السينمائي في دورته الثلاثين.
عقب عرض الفيلم في فندق جراند حياة بسينما جودنيوز ، بدأت ندوة لأبطال العمل النجمة نبيلة عبيد وسوسن بدر وخالد أبو النجا وأحمد عزمي والمخرج خالد الحجر والوجوه الجديدة رولا محمود وأروى والمنتج طارق الشيمي ، وأدارها الصحفي والناقد السينمائي المعروف أحمد صالح ، واكتفى مدير التصوير محسن نصر والفنان سيف عبد الرحمن ضيف شرف الفيلم بالجلوس وسط الجمهور ، الذي ضم النجم محمود حميدة والفنان طارق النهري.
ووقع الصحفيون في حيرة لأي من نجوم الفيلم يوجهون أسئلتهم ، إذ رأى معظمهم أن لكلٍ دوره المميز الذي يستحق الوقوف أمامه ، ليقطع ناقد حالة الترقب بأول هجوم تستقبله المنصة ، بقوله : "إنني لم أر فيلماً استعراضياً ، ولكن مجرد ثلاث أغنيات مصورة ، وأغاني وضعت وسط الأحداث ، إذا أزحناها لن تؤثر على الخط الدرامي للفيلم .. ومن الواضح أن الفيلم يؤكد أن المتلقي لا يفهم".
إلا أن الحجر كان هادئاً في رده على النقد الموجه له ، رافضاً التعقيب عليه بقوله : "إنك لم تسأل لكي أرد ، أنت عبرت عن رأيك ، وهذا ما لا استطيع التحكم فيه".
وحظى المخرج خالد الحجر بعد هذا الهجوم على قدر هائل من العجاب والترحيب من الحضور ، كان محله المجهود المبذول في التصوير والإعداد للعمل ، وكذلك لمشاركته في الفيلم بدور "ميجو" مدرب الرقص ، والذي اكتشف فيه خالد الحجر نفسه كممثل.
وأجاب الحجر بعض التساؤلات حول السيناريو بقوله : "عندما قرأت السيناريو حددت بعض المشاهد التي ستقدم كأغاني وليست كدراما ، ومنها تعريف شخصيات الفيلم في المقدمة كأغنية .. هنا الأغنية لها دور والدراما تؤكدها وتجودها ، وليس صحيحاً أن العمل به إعادة في الحوار".
وتابع الحجر : "ساعدني على خروج العمل بالمظهر المطلوب جهة الانتاج المُمَثلة في طارق الشناوي ، فكلما احتجت شيئاً خلال التصوير كان يتم توفيره فورًا ، وأشعر أن هذا العمل سينجح إن شاء الله".
ورداً على الذين يقولون إن هذا الفيلم لن يفهمه المشاهد المصري إلا بعد عشرين عاماً قال الحجر : "أرى أن المشاهد والجمهور المصري عامة يقدر الفن ، وهو جمهور محترم يذهب للأفلام التي تضحكه ، وأيضا للأفلام التي تحترم عقليته".
وفي صفوف الجماهير جلس المخرج محمد أبو سيف ، الذي شكره مدير الندوة باهتمامه بمشاهدة الفيلم فرد أبو سيف قائلاً : "المفترض أن أشكركم أنا لأنكم أعدتم الفيلم الاستعراضي للسينما المصرية الذي حرمنا منه ، مثلما حرمنا من الأفلام التاريخية والحربية والدينية والبوليسية وأنواع أخرى من الدراما".
وأردف أبو سيف : "أرى أن الحجر نجح في المزج بين فكرة الفيلم وأدوات الإخراج الجيدة ، فهذا العمل يتحدث عن الادعاءات الكاذبة ، وصعود أسرة من الطبقة البرجوازية إلى طبقة اجتماعية أعلى ، من خلال البيع والكذب والتزوير والعري والرخص ، وكل السلبيات التي نعاني منها في مجال الغناء والفن عامة".
ورداً على تعجب الحاضرين من النهاية السعيدة لأسرة صعدت من خلال العري والكذب ، قال الحجر : "الفيلم يجيب على هذا التساؤل ، فعنوان الفيلم "مافيش غير كده" وهذا هو الحال تلك الأيام ، ونحن بهذا العمل نسخر مما يتم على الساحة الغنائية".
كما نالت الفنانة نبيلة عبيد قدراً كبيرًا من التقدير والحب على دور "ناهد" الأم ، وعلى المجهود الرائع الذي بذلته في الاستعراضات والغناء ، وأنها تنازلت عن نجومينها من أجل تغير جلدها بدور كهذا ، وكذلك اكتشافها للفنانين الشباب ودعمهم معنوياً.
واستقبلت نبيلة إعجاب وحب الجمهور بفرحة شديدة ، رسمتها ملامحها قبل أن يخفيها سؤالا حول شخصية الأم التي قدمتها ، وهي تبيع ابنتها من أجل المعيشة الأفضل ، فأجابت بقولها : "ناهد ما هي إلا أم ، تتمنى الأفضل لأبنائها وبيتها ، وعندما ترى الأم أن ابنتها في خطر ، فإنها تفترس من يحاول الإيقاع بها مثلما فعلت".
ولم تختف ابتسامة الفنان الشاب خالد أبو النجا طوال الندوة ، إذ رأى أنه قدم دورَا لم يتوقعه أحد ، وهو دور مخرج ومنتج الكليبات ، الذي يقدم الكوميدا والاستعراض في قالب خفيف الظل ، وقال أبو النجا : "أرى نفسي أفضل في الكوميديا مع الاستعراض".
وأكد أبو النجا على أن الفيلم سيحتل مرتبة هامة في السينما المصرية ، قائلاً : "في العرض الخاص لفيلم "سهر الليالي" قال الجميع إن الفيلم لن ينجح لأنه غير كوميدي ، ولكن بدأ نجاح ا