تغطية وتصوير : ريهام عصام - محمد الأمير
"ناس ماشية في وسط البلد .. بتغني قص ولزق" هذا هو حال الشباب المصري البسيط الذي صورته المخرجة المبدعة هالة خليل في فيلمها الجديد "قص ولزق" الذي عرض ضمن فاعليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الـ30.
ولم يحظى الفيلم الذي عرض في سينما "جودنيوز" بفندق جراند حياة ظهر الخميس بإقبال شديد على مستوى الجماهير والنقاد فقط ، بل حظى على إعجاب وتقدير هذه النخبة من الفنانين والإعلاميين الذين وصفوا العمل بأنه "يكاد يكون مكتمل العناصر" ، ليمنعهم اختلاف الآراء من التأكيد على أنه كان واحداً من أفضل ما قدمته السينما المصرية حتى الآن.
وحضر الندوة كل من مخرجته هالة خليل ومدير التصوير طارق التلمساني والمحلن تامر كروان صاحب الموسيقى التصويرية ، ومن أبطال العمل حضر كل من شريف منير وفتحي عبد الوهاب وطارق التلمساني والوجهين الجديدين مروة مهران وأشرف سرحان ، في حين تغيبت النجمتان حنان ترك وسوسن بدر لأسباب خاصة.
سلطت الأضواء منذ بداية الندوة على المخرجة الشابة والتي تلقت الأسئلة القليلة وكلمات الإعجاب والتقدير من الحضور بابتسامة راضية وأكدت على أنها سعدت جداً بالعمل مع هذه النخبة الرائعة من النجوم أمام وخلف الكاميرات ، وأثنت على قدرتهم وحرفيتهم العالية في أداء أدوارهم المختلفة.
"الفيلم أثار غيرتي من هالة خليل ، بل إنه يدفعني الآن لالتقاط كاميرا لأخرج وأصور فيها شوارع القاهرة في عز الظهر ، فهالة مخرجة جيدة ظهرت في الوقت الذي بدأنا فيه أن نيأس من أن تكون هناك سينما هادفة تحمل العديد من المعاني السامية" ، كانت هذه هي الكلمات التي وصف بها المخرج محمد أبو سيف العمل ومخرجته وأردف موجهاً حديثه للمخرجة الشابة : "قدرتك العالية على الإبداع تجلت في كتابتك لهذا العمل جنباً إلى جنب مع إخراجك له ، فأنت قدمت عمل متكامل حاولت كثيراً أن أتصيد لك الأخطاء فيه لكني فشلت ، فالكوميديا في العمل لم تكن مفتعلة ، كما أنه أثار بداخلي حالة من الشجن نادراً ما أصاب بها وأنا أمام عمل سينمائي مصري".
ونفت هالى أن تكون هذه الحالة من الشجن مقصودة لإثارة تعاطف الجمهور قائلة : "الفيلم ضم مساحة كوميدية كبيرة ، ولكن إن ظهرت بعض المشاهد التي أثارت في المشاهدين بعض الشجن فهي فقط ما كنت أشعر به خلال كتابتي للسيناريو ليس أكثر".
كما نال أبطال العمل نسبة كبيرة من تقدير الحضور ، وإنما حازا شريف منير وفتحي عبد الوهاب بدوريهما على إعجاب الكثيرين ، وإلا أن البعض انتقد على منير تقديمه لشخصية البطل المهزوم ذو الشخصية السلبية ، والذي دافع عنه صاحبه قائلاً : "الشخصية مسالمة وليست منهزمة ، فحينما تطلب الأمر من يوسف اتخاذ قرار قوي اتخذه بالفعل ودافع عنه ، لكنه في حقيقة الأمر شخصية ترضى بواقعها ولا تحاول المناضلة ، إلى أن يجبر على اتخاذ القرار".
ووصف منير الفيلم الذي شاهده للمرة الأولى مع الحضور بأنه "مقطوعة جميلة سعدت بالعمل فيها وسعدت أكثر حينما شاهدتها وكنت فخور بمجرد المشاركة في مثل هذا العمل".
حنان مطاوع شاركت في العمل بمشهدين فقط ولكن الحضور وصف المشهدين بأنهما "فيلم كامل" تمكنت حنان من بطولته وإدارته بمجهود وقدرة كبيرين.
ولم تنل حنان فقط إعجاب الجمهور والنقاد بل نالت تقدير زملائها في العمل شريف منير وفتحي عبد الوهاب ، بالإضافة لخطبة مسهبة من والدتها النجمة سهير المرشدي والتي ظهرت فجأة وسط الحضور لتشيد بالعمل ومخرجته قائلة : "أنا أشكر ابنتي على القيام بهذا الدور ، وأشكر أكثر مخرجة العمل على اقناعها بآداءه لأنها جعلتني فخورة بها وسعيدة أكثر لأنني أنجبتها".
وعن السبب الذي دفع المخرجة على أن تطلق على الفيلم "قص ولزق" قالت : "لأن الحياة عبارة عن أشياء قليلاً ما تكتمل فتتركنا بين أجزائها المختلفة لنصنع بها حياتنا التي تكون في النهاية عبارة عن قطعة كبيرة مكونة من أجزاء ناقصة فيها".
ولم تمر الندوة دون السؤال عن الأسباب التي أدت إلى تأجيل طرح الفيلم في دور العرض رغم العمل المستمر فيه منذ زمن بعيد ليجيب منير قائلاً : "العمل مر بالعديد من الصعوبات الانتاجية ، وأنا نفسي كنت أمر بالعديد من المشاكل الخاصة التي تسببت في إيقاف التصوير أكثر من مرة ، ولكن لمناضلة هالة خليل ورغبتها الدائمة في الوصول للأفضل خرج العمل في هذه الصورة المكتملة".
كما نفت هالة أن يكون قرار النجمة الغائبة حنان ترك بارتداء الحجاب قد ساهم في زيادة المشاكل التي أحاطت بالعمل ، قائلة : "حنان ترك ناقشت معي قرارها واتفقنا على أن ترتدي الحجاب بعد انتهائها من التصوير ، وبالفعل في اليوم التالي لتصوير آخر مشاهد الفيلم أعلنت حنان قرارها للجميع".
وعن مغامراتها ال