ربما لم يتخيل دانيل كريج كم الهجوم الذي واجهه بمجرد إعلان اسمه بطلاً لأحدث أفلام سلسلة الجاسوسية الشهيرة جيمس بوند "الكازينو الملكي" Casino Royale ، والآن وبعدما حقق الفيلم ما يقارب من 94 مليون دولار في الولايات المتحدة منذ بدء عرضه يوم 17 نوفمبر ، يكشف كريج لموقع "قريباً" تفاصيل دخوله العالم السحري لشخصية عميل المخابرات البريطانية 007.
الموقع : كيف واجهت هجوم معجبي الأجزاء السابقة في سلسلة بوند؟
كريج : الأمر حدث رغماً عني ، انفعالهم كان غير محدود ، وكان عاطفي إلى حدٍ ما ، وما كان في يدي شيئاً لأفعله ، بالفعل تأثرت بشدة لما شاهدته وسمعته ، وكنت في حالة سيئة ليومين.
لكني عدت إلى نفسي ، وقلت علينا إنجاز هذا الفيلم بالصورة المثالية ، وبذل أقصى جهدنا فيه ، لذا فإن الهجوم خلق داخلي القوة لمحاولة إخراج كل طاقتي في الفيلم ، وقررت ألا أدخل على الإنترنت ، ولا أبحث عن تلك الآراء.
وهل شعرت بالحنق تجاه هؤلاء الناس؟
لا على الاطلاق ، أنا لست من هذا النوع من الناس ، ركزت فقط في فيلمي ، وكان لدي أشياء أكثر نفعاً من سبهم أو الدعاء عليهم.
وهل طلبت العون من نجوم الأجزاء السابقة مثل بيرس بروسنان أو شون كونري؟
تحدثت إلى بروسنان ، وكان متعاوناً ومفيداً جداً بالنسبة لي ، وقال إن علي المضي قدماً.
وبالنسبة لك كمشاهد ، أي أفلام جيمس بوند هي المفضلة لك؟
"دكتور نو" Dr. No و"مع الحب من روسيا" From Russia with Love هما الأفضل بالنسبة لي ، فشون كونري كان بدنياً في أفضل حال ، وأداءه كان مذهلاً ، أضف إلى ذلك شخصية بوند نفسها ، إنها شخصية عبقرية ، وكونري أضاف إليها ما وضعها على قائمة الأفلام الجميلة.
كان عليك في هذا الفيلم تقديم كم كبير من الحركة ، كيف تغلبت على هذا خاصة مع مشاركة رياضي كبير مثل العداء العالمي سبستيان فوكان في الأحداث وظهورك وأنت تعدو وراءه في بداية الفيلم؟
كريج : (ضاحكاً) فوكان هذا قصة أخرى ، لقد عاش هذه الحياة بشكل دائم ، كان يجري طول حياته ، وهناك أشياء يفعلها وكأنها موهبة ، الرياضيون أمثاله يكونون طفرات ، لكن بوند لديه طريقة أخرى في الحركة ، مثل صعوده لمكان عالي باستخدام حبل ورافعة ، بدلاً من تسلقه بذراعيه ، فبوند يستخدم عقله أيضاً في الحركة ، وهذا يضيف للمشهد.
كما أني خضعت لتدريبات لياقة قاسية ، كان علي دائماً الظهور بشكل لائق بدنياً ، وأقلعت عن التدخين ، وهذه من أكثر مكاسبي في هذا الفيلم ، كما أن اللياقة البدنية كانت ضرورية بالنسبة لي للتغلب على المشاهد الصعبة التي كنت أصورها باستمرار ، ما كنت لأظل حياً أسبوعاً مع كل تلك الجروح ، لكن كانت التدريبات البدنية والحبوب المخدرة هي المساعد الأول للتغلب على هذه الجروح ، كان الجميع يتعرض للإصابة ، وفي النهاية يقولون علينا متابعة العمل.
وهل أقلعت عن شرب الخمر؟
لا على الإطلاق ، هذا أصعب شيء بالنسبة لي ، ما كنت لأتمكن من متابعة كل هذه التدريبات لأسبوع واحد ، كان علي أن يظهر جسدي بشكل رياضي تماماً ، كنت أجري وأركب الدراجات ، وكنت أبذل مجهوداً مضاعفاً للتغلب على أثر لشراب ، دون الإقلاع عنه.
هل كنت صاحب قرار تقديم المشاهد الصعبة بنفسك؟
كريج : لا لم يكن قراري وحدي ، كان عليهم التأكد من أن المشهد سيكون آمناً ، وكثيراً من المشاهد كان منسق المشاهد الصعبة يختبرني مبدئياً ، ويقول لي إنه يمكنني لعب المشهد بنفسي ، فأقوم بأداءه.
نذهب إلى مشاهد التعذيب ، كيف تحضرت لهذه المشاهد؟ وهل شعرت بألم حقيقي؟
في الحقيقة هذه المشاهد كانت من أبسط المشاهد التي صورناها ، كانت مكتوبة بشكل متميز جداً ، وكان علينا نقلها بصورة حية أمام الكاميرا.
في مشهد لعبة البوكر ، كان الحوار قليل جداً ، والتركيز على تعبيرات الوجه ، كيف كان إخراج هذا المشهد؟
يمكنكم وصف هذا المشهد بالصعب ، ولا يمكنني وصف كيف كان الترتيب له ، كان معقداً للغاية ، لكن الشكر للاعب البوكر الشهير مايكل ويلسون ، إنه لاعب بوكر رائع ، ودرب كل من كانوا على الطاولة ، بحيث أصبح هناك خمسة كروت صحيحة ، المفترض أن أحصل عليهم ، وعلمنا تلك الكروت بشكل خاص ، وهكذا سارت الأمور ، وما ساعد على ظهور المشهد بشكل رائع وجود مادس معي ، إنه ممثل رائع ، كانت المباراة تسير ونحن ننظر لبعضنا وكأننا في معركة ، دون أي التحام جسدي ، وإخراج مارتن والمونتاج أظهرا ردود الأفعال بشكل مقنع تماماً.
هل كان هناك اعتراضات منك على طلبات المخرج مارتن كامبل والمنتجة بارابرا بروكولي؟
كريج ضاحكاً : آه نعم ، كنت كثيراً أصرخ فيهما "لن آكل هذا الغذاء" ، وتابع : لا بالطبع لم يكن هناك اعتراضات ، لأنهما شخصين طيبين ، لكن كانت هناك دائماً مناقشات ، ومشاورات يشارك فيها فريق العمل ككل.
أعترف أني كنت عنيداً في بعض الأمور ، ولكننا كنا نتناقش ونصل لقرار نخضع له كلنا في النهاية ، خاصة أن المناقشات كانت حول كيفية إخراج العمل في صورة أفضل ، وليست مطالب خاصة ، أنا أحب هؤلاء الأشخاص جداً.
لكن قيل إنك رفضت بشدة مشهد التفجير الانتحاري في الفيلم؟
لم يكن رفض لمجرد الرفض ، كل ما هنالك أن الأشرار في عالم بوند كانوا دوماً أشرار ، دون الحاجة لمبرر ديني أو عقائدي ، ولا أرى ضرورة لإقحام مثل هذه النقطة ، كل أفلام بوند السابقة كان فيها أشرار ، لكن كان شرهم إما داخلياً أو في شكل محاولة للسيطرة على العالم ، أو لجمع المال ، وهذه الفكرة تعجبني أكثر.
نعود للشخصية ، هل كان من الصعب أن تكون رومانسياً وقاسياً في الوقت نفسه؟
وما الذي تظنه؟ كان خطاً دقيقاً علي السير فوقه ، ما بين جعل تلك الشخصية الأسطورية تظهر بشكل انساني ، وفي نفس الوقت الحفاظ على فكرة أن هذا الرجل هو جيمس بوند ، أتذكر أحد المشاهد صورناه أكثر من ست مرات ، لم يكن مركباً أو فيه حركة ، بل كان من المفترض أن يجفف بوند دموعه في عينيه ويسير وحيداً.
ولكن ألم يؤهلك لعبك لدور عميل مخابراتي في "ميونخ" Munich في تقديم بوند؟
لا على الإطلاق ، فكلاهما عميلان في عالمين مختلفين ، فمع تجسيدي لرجل من رجال الجيش ، وجدت صفة التباهي فيهم ، وكان فيهم نوع من الخصوصية الشديدة ، أما بوند ففيه مزيج مضاعف ، رجال الجيش يتلقون أوامر ، أما بوند فلديه حس صناعة القرار واتخاذ رد الفعل المناسب في الوقت المناسب ، لم أجسد شخصية تشبه بوند من قبل ، وإن كان عالم ستيفن سبيلبيرج يستخدم أحياناً نكهة الجاسوسية التي في أفلام بوند.
هل أنت مستعد للشهرة التي تأتي بعد الظهور في شخصية جيمس بوند؟
لا أعرف ، لا أعرف كيف يمكن للمرء تجهيز نفسه للشهرة ، أنا لم أتواجد في عالم التمثيل من أجل هذا الهدف يوماً ما ، لم أبحث عنها ولم أهرب منها في الوقت نفسه ، كل ما في الأمر أنني أترك الأمر يأتي طبيعياً.
لكن ما أعرفه عن الشهرة أن بها العديد من الجوانب السلبية ، أشبه بسجن ، وتأخذ كثيراً من خصوصية الفرد ، وهي أمر هام لكل انسان ، ومجنون من يقول غير كذلك ، لكن على التعامل مع هذا الأمر.
وكيف تتعامل مع فكرة تحولك لرمز للجاذبية ومعبود للنساء بفعل الدور؟
لا يمكن النظر إلى الفيلم من هذه الجزئية ، أنا لم ألعب الدور من أجل المتعة والمشاهد المثيرة وأن أكون معبود النساء ، وبوند نفسه ليس مجرد رجل مثير فقط ، إنها طبيعة الشخصية ، الرجل الذي يهوى تذوق كل شيء ، المخاطر الرهيبة والمتعة الدائمة.
من خصائص بوند الأناقة الدائمة ، هل أنت متعود على هذه الطريقة في الملبس؟
إنه يرتدي ملابس جميلة ، وأنا أحب أناقته ، لكني لن أستيقظ صباح عطلتي الأسبوعية مثلاً لأرتدي بدلة سهرة ورابطة عنق سوداء ، هذه الملابس ليست لكل الأوقات.
لكن هل وضعت في بالك أنك ستوصف ببوند حتى عند نشر نعيك؟
يا إلهي ، نعم أعرف ، إنها مشكلة كبيرة ، لكنها مشكلة جميلة ، الأهم أن الفيلم خرج بالشكل الذي يجعلني بوند دائماً ، إلى جانب أنني أمامي أشياء كثيرة أقلق بشأنها أكثر مما سيكتب على شاهد قبري.
وإلى أي مدى ترى بوند قادراً على مواصلة إعطاء الجديد؟
لا أظن أنه قارب حتى على النهاية ، أمام بوند الكثير ليتعلمه ، أريد أن أراه في مواقف لم نتخيل مواجهته لها من قبل ، وهذا أصعب ما في الأمر إيجاد مواقف وسيناريوهات جديدة.
أتعلم عندما أنهيت آخر مشهد في الفيلم ، كان آخر شيء في العالم قد أفكر فيه هو تقديم فيلم آخر عن بوند ، ولكن الآن بعدما شاهدت الفيلم ، ورأيت مجهودنا ، أجد داخلي الطاقة والرغبة في أخذ هذه الشخصية إلى أماكن جديدة ، وأن أجعله أكثر إمتاعاً.
وكم فيلما في توقعك سنراك فيهم بشخصية بوند؟
وقعت عقدا لثلاثة أجزاء ، ونستعد الآن لبدء الفيلم الجديد ، سيكون هناك منظمة أو شيء ما مشابه ، يديرها مجرم خطير وعلى بوند القضاء عليهم ، وسنرى الشعور بالرغبة في الإنتقام بسبب موت حبيبته ، واعتقاده بأنه سبب موتها ، كل هذه أشياء قد تضفي ثراء على الفيلم القادم.
وهل ستسعى للعمل في فيلم آخر مع مارتن حتى لو لم يكن من ضمن سلسلة بوند؟
سأرغب في هذا ، لم نفكر في الأمر بعد لإنشغالنا ببوند ، لكني أظن أننا سنلتقي في فيلم آخر.
وهل تسبب بوند في إحداث تغيير بجدول أعمالك ، خاصة أنك ستمثل كل عام فيلما؟
نعم ، هذا هو العقد ، سننطلق مع العام الجديد في الفيلم القادم ، هذا ليس أمراً مزعجاً ، ولا أجده مرهقاً ، أنا فنان مهمتي صناعة الأفلام.
إذا تلقيت اتصالا من مارتن سكورسيزي أو سبيلبيرج ، هل ستؤجل العمل في بوند حتى تنتهي معهما؟
لن يوقفني شيء عن عمل شيء ، أنا متعاقد على بطولة أفلام بوند ، لكن ليس بشكل احتكاري ، وأستطيع تدبر أموري.
ما الذي تفعله في أوقات فراغك؟
كريج : أشياء قليلة وأحب الصيد وأحب الرسم .. وفي الواقع أنا أحب رسم الأسماك لأحقق الهوايتين معاً ، وهناك مكانين بالطبع لن أفصح عنهما أحب الذهاب إليهم ، وأزور عائلتي من شهر لآخر لأحافظ على حبهم.