ربما كانت الثقة في النفس هي النجم الأبرز في المؤتمر النهائي قبل افتتاح الدورة الثلاثين لمهرجان القاهرة السينمائي ، والذي عقده رئيسه عزت أبو عوف ، وبحضور المهندس نجيب ساويرس الراعي الرسمي للمهرجان ، ونائبة رئيس المهرجان سهير عبد القادر.
بدأ المؤتمر في موعده بخلاف المؤتمر الأول الذي أعلن فيه أبو عوف افتتاح الدورة الثلاثين ، وغاب عن المؤتمرين وزير الثقافة فاروق حسني ، وكانت قاعة فندق جراند حياة القاهرة ممتلئة عن آخرها بالصحفيين ورجال الإعلام ، وعلامات الرضا تعلو أغلب الوجوه ، ومنهم الفنانيين السيد راضي ومحمود ياسين وصلاح قابيل وخالد أبو النجا وخالد النبوي وتامر هجرس.
وتبادل ساويرس رئيس مجلس إدارة شركة أوراسكوم تليكوم وأبو عوف الدعم ، بقول الأول : "من أفضل ما في رئاسة أبو عوف كونه فناناً ، لأنه قادر على فهم رسالة المهرجان الأولى وهي خدمة الفن ، ولأنه سيعمل بقلبه ، حتى وإن لم يكن عقله إدارياً ، إلا أن صف العاملين معه سيساعدونه ، وعلاقاته كفنان بالوسط الفني ستضيف للمهرجان".
وهو ما رد عليه الفنان بدعم مقابل قائلاً : "إن الدعم المادي الذي وجهه رجل الأعمال للمهرجان أضاف الكثير ، وجلعنا نفكر في أشياء جديدة ، مثل التعاقد مع شركة أمريكية لتسويق المهرجان على مستوى العالم".
ومع ترحيب الحضور بتسويق المهرجان عالمياً ، إلا أن سؤالاً طرحته صحفية حول سبب دفع مبلغ لقاء التسويق ، في حين تدفع وسائل الإعلام لتغطية المهرجانات العالمية مثل "كان" ، وهو ما أجاب عنه أبو عوف بقوله : "أمامنا وقت حتى يصبح المهرجان مركز جذب ، وهو ما سيتحقق بوجود سوق قوي يجذب تلك الجهات ، وبتقوية مركز الجائزة ، لتصبح مجالاً حقيقياً للتنافس".
وذلك ما أشار السيد راضي إلى إمكانية تحقيقه خاصة مع الإمكانيات الفنية المصرية ، لكنه قال : "أين الدعم الحكومي الذي يجعل المهرجان أقوى؟ أين دعم الوزارات المختلفة للمهرجان من خلال الإعلان عن فعالياته في الهيئات التابعة لها؟".
وهو السؤال الذي أجاب عنه ساويرس بحدة قائلاً : "إذا كانت الحكومة تخلت عن وزير الثقافة في أول صدام حقيقي للرأي ، إذا كانوا تركوا الرجل وحده في ميدان الدفاع عن الحرية ، هل يمكن مطالبتهم بدعم مهرجان .. نحن لسنا مع الحرية الشخصية في ارتداء الحجاب ، لكننا مع حرية الرأي أيضاً".
إلا أن أبو عوف أوضح أن حسني – الذي أثارت تصريحاته الأخيرة حول الحجاب جدلاً واسعاً في الشارع المصري – سيحضر حفل الافتتاح ، وأضاف مجيباً عن سؤال حول حضور رئيس الدورة الماضية شريف الشوباشي والرئيس الأسبق حسين فهمي : "لا أدري إذا كانا سيشرفان الحفل أما لا ، لكن سيكون هناك فيلماً تسجيلياً يؤرخ لثلاثين عاماً للمهرجان ، وسيكون فيه فهمي والشوباشي ، ورؤساءه السابقين كمال الملاخ وسعد الدين وهبة".
وتابع أبو عوف : "أرفض الحديث عن عيوب أو ما يسمى بأخطاء الماضي ، ولننظر إلى الدورة الجديدة ، وما سننجزه فيها ، وأنا لازلت عند قراري ، إذا لم تنجح هذه الدورة ، سأقدم استقالتي فوراً".
لكن نبرة الثقة عادت إلى صوت النجم وهو يؤكد حفاظ المهرجان على مكانته في ظل ظهور مهرجانات فنية في دول الخليج والتي تمولها موارد مادية كبيرة ، بقوله : "لا يوجد احتمال لسحب البساط كما يردد البعض ، مصر هي مصر وستظل منبع الفن العربي ، وأول من قاد المسيرة الفنية في المنطقة".
وسانده ساويرس وعدد من الحاضرين فيما يشبه مظاهرة وطنية ، بقوله : "الأموال قد تدعم الفن لكنها لا تصنعه ، ثم أي من هذه المهرجانات لكي تصبح مهرجاناً ناجحاً عليها عرض أعمالنا المصرية الفنية ، وعليها استضافة نجومنا المصريين ، لا يوجد مجال لسحب البساط".
وأضاف أبو عوف : "سأضرب مثالاً يؤكد عدم وجود النية لمثل هذه الخطط ، ففي حديثي مع رئيس مهرجان دبي السينمائي عبد الحميد جمعة ، أكد لي أنه يحترم الفن المصري ، وطالب بتوقيع بروتوكول تعاون بين المهرجانات ، وهو ما رحبت به ، وأنوي تطبيقه مع بقية الدول ، ومن أراد التعاون فمرحباً ، ومن أراد المنافسة فنحن لها".
تلك المنافسة التي يراهن عليها أبو عوف ، ويدفع فيها بالمخرجة الشابة كاملة أبو ذكري ، والتي تسائل الإعلاميون عن سبب ضمها للجنة التحكيم مع قصر تجربتها الفنية ، وهو ما أجاب عليه الرئيس بقوله : "ضمها جاء ضمن خطة لإدخال العناصر الشابة إلى المهرجان ، وتفعيل دور الصف الثاني وإعداد كوادر جديدة".
مضيفاً : "هناك خطة لضم عناصر جديدة للجنة ، هناك مكانيين لفناني مصر للمشاركة في لجنة التحكيم ، وهذا العام هما ممثل ومخرجة ، العام القادم قد يكونا ناقد ومصور أو مونتير ومؤلف ، الأهم مشاركة من لهم علاقة بالصناعة ويريدون دعمها".
وفي إطار ذلك الدعم ، آثر أبو عوف سحب أفلامه المشاركة في المس