مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي في التسعينيات كان عنوانا للأزمات والمشاكل، لاسيما مع وجود جيل من المبدعين والمنتجين كان اهتمامهم منصبا على الجوائز أكثر من شباك التذاكر، والذي كان محجوزا وقتذاك لعادل إمام ومحمود عبدالعزيز وأحمد زكي ونادية الجندي ونبيلة عبيد.
نعم، خفّت حدة هذه المشاكل في الألفية الثالثة، نتيجة ظهور جيل من الشباب، ربما اهتم أكثر بالإيرادات والملايين عن الجوائز وشهادات التقدير.
المهرجان الذي افتتحت دورته الأولى في سنة 1979، من قبل الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما، والتي ترأسها وقت إنشائها الناقد كمال الملاخ، ظل لفترة أشهر المهرجانات المصرية وأخصها، إلى جانب المهرجان القومي للسينما، بسبب قسم "البانوراما" الخاص بالأعمال المصرية فقط، قبل الأهمية التي أضفتها إدارة المهرجان لأفلام البحر المتوسط خلال السنوات الماضية، لانتزاع البعد الدولي له، بعد أن أوشك قبل نحو ست سنوات على الموت.
ولعل كواليس مهرجان الإسكندرية السينمائي قديما تزخر بالأزمات والخناقات والمشكلات، إلا أن أهمها على الإطلاق ما حدث في دورة العام 1992، عندما كان المخرج الراحل صلاح أبو سيف هو رئيس لجنة التحكيم، بينما ضمّت عضوية اللجنة المخرجين الكبار علي بدر خان وداوود عبد السيد، وقتها أصر الأخيران على حجب عدد كبير من الجوائز نتيجة للمستوى الضعيف لمعظم الأفلام، بينما رأي أبو سيف ومعه اللجنة المنظمة للمهرجان ضرورة منح الجوائز كاملة دون حجب أي منها، حتى لا يغضب المنتجون، ويهجروا المهرجان في دوراته التالية.
وكانت القيمة المالية التي يدفعها صناع الأفلام لاشتراك أعمالهم في المهرجان هي أحد مصادر تمويله المهمة، والنتيجة الطبيعية لغضب المنتجين هو الانسحاب، ومن ثم فقدان مصدر التمويل.
وعلى الرغم من الاتفاق الذي حدث بين المخرجين الثلاثة الكبار في آخر اجتماعات اللجنة على حجب عدد من الجوائز، والتأكيد على أن تغييرها من جهة ما سيتسبب في فضيحة كبرى، إلا أنه في حفل الختام، تم بالفعل تغيير النتيجة، وأعلنت جوائز أخرى غير التي اتفق عليها بدرخان وعبدالسيد مع صلاح أبو سيف، ما تسبب في أزمة قام على إثرها بدرخان بتوجيه اتهامات علنية خلال الحفل لصلاح أبو سيف متهما إياه بالتزوير.
ولكن، ما هي الجوائز التي أعلنتها لجنة التحكيم وقتها؟ أولا جائزة أفضل مخرج فاز بها مناصفة إبراهيم الموجي عن فيلم "عيون الصقر"، وحسين كمال عن "ديك البرابر".
أما جائزة أفضل ممثل، ففاز بها مناصفة فاروق الفيشاوي عن "ديك البرابر"، ونور الشريف عن "عيون الصقر"، بينما حصلت رغدة على جائزة أفضل ممثلة عن فيلم "85 جنايات"، فيما حصلت سناء يونس على جائزة أفضل ممثلة مساعدة عن فيلم "الفضيحة"، وحصل وقتها محسن نصر على جائزة أفضل مصور عن فيلم "عيون الصقر"، وذهبت جائزة العمل الأول للمخرج فاروق الرشيدي عن فيلم "الفضيحة"، في الوقت الذي حجبت فيه جائزة أحسن سيناريو.
فيما حصلت الأفلام الثلاثة صاحبة الجوائز الكبرى "عيون الصقر" و"ديك البرابر" و"الفضيحة" على الجوائز المالية، والتي كانت مخصصة وقتها من اتحاد الإذاعة والتليفزيون.
الآن، وبعد مرور 23 عاما على هذه الواقعة: "هل يتذكر أحد هذه الأفلام الفائزة بالجوائز؟"، أو ربما يكون السؤال الأكثر واقعية هو: "ترى هل كان المخرج الكبير صلاح أبو سيف على خطأ؟".
طالع أيضا:
بالصور- كريم عبد العزيز يشهد تكريم والده في افتتاح "الإسكندرية السينمائي" 2015 إلى جانب محمود ياسين
بالصور- سلاف فواخرجي مخرجة للمرة الأولى في مهرجان الإسكندرية السينمائي 2015
بالفيديو: لحظة بكاء محمد منير أثناء تكريمه في مهرجان الإسكندرية
حلمي بكر: أحلام لا تستحق تكريمها في "مهرجان الإسكندرية"