غالباَ ما تشهد الأفلام الأمريكية وجود أكثر من مؤلف لكتابة العمل السينمائي، لدرجة أن الأفلام التي يؤلفها مؤلف واحد تعتبر نادرة جدا ولا نراها إلى في حالة أن مخرج الفيلم ومؤلفه هما نفس الشخص، أو في حالة الأفلام المستقلة، أو عندما يكون مؤلف العمل أحد الكتاب العظماء مثل شارليز براكيت أو بول شريدر على سبيل المثال.
أما غالبية الأفلام فتشهد وجود مؤلفين أو أكثر وكان يعتقد في البداية أن هؤلاء الكتاب يجلسون ويكتبون السيناريو بالاتفاق سوياً، إلا أن هذا لا يحدث كثيراً، إلا إذا رغب المنتجون في ذلك، فعملية تحويل الفكرة إلى فيلم في هوليوود عمليه شاقه وتمر بمراحل عديدة تسبب ظلماً للعديد من المشاركين في العمل وأولهم صاحب الفكرة والسيناريو الأصلي.
القصة تبدأ من شخص لديه فكرة فيلم ويظل يعمل على مسودات عديدة للسيناريو حتى يكتب النسخة النهائية ويعرضها على المنتجين، عندها يشتري المنتج السيناريو من المؤلف ويصبح حينها السيناريو ملكاً للمنتج، ويظل السيناريو حبيسا في أدراج المنتج حتى يتفق مع منتجين آخرين لإنتاج الفيلم، وهنا تبدأ المشكلة.
المنتج المنفذ هو الأب الروحي للفيلم، لذلك يصر المنتجون الماليون على أن يكونوا منتجين منفذين في العمل، بالإضافة إلى المخرج الذي غالباً ما يشارك كمنتج منفذ وأحياناً يقوم بطل الفيلم بنفس الخطوة.
المنتج المنفذ له حق الاعتراض على أي تفاصيل لا تعجبه في السيناريو، وبنسبة 100% لا يتفق جميع المنتجين المنفذين على السيناريو الأصلي الذي قدمه الكاتب الأصلي للعمل، لذلك يتم تعيين مؤلف أخر لإجراء التعديلات التي تم الاتفاق عليها من قبل المنتجين المنفذين، لتبدأ هنا المشكلة الثانية.
حسب القوانين، لا يحصل المؤلف الذي تم تعيينه على أموال أو يكتب اسمه على شارة بداية ونهاية الفيلم إلا إذا عدل 50% من السيناريو، لذلك لا يكتفي المؤلف بالتعديلات التي حددها المنتجين المنفذين بل يجري بتعديلات أخرى في الحوار والأحداث حتى يصل مجموع التعديلات إلى 50% ليحصل على نصيبه، وبالطبع بعد هذه الخطوة يتم إنتاج الفيلم إلا إذا...
من المعروف في هوليوود أنه يتم تغيير المنتجين المنفذين بشكل متكرر، فالعديد من المنتجين المنفذين ينسحبون من العمل أثناء التحضير له أو أثناء التصوير، وآخرون يلتحقون بالعمل في منتصفه، فلذلك من الممكن أن يحدث تعديل آخر على السيناريو إذا قرر المنتجين المنفذين الجدد ذلك، وربما يقررون الاستعانة بمؤلف جديد لإجراء التعديلات، وبالطبع المؤلف الجديد يغير أيضاً 50% من السيناريو لكي يحصل على نصيبه من المال والشهرة، وفي النهاية يصبح السيناريو مختلف تاماً عن سيناريو المؤلف الأصلي الذي قدمه أول مرة.
وباعترافات العديد من المخرجين والمنتجين المنفذين فإن أغلبية السيناريوهات التي تقدم لهم في البداية تكون متماسكة وأفضل وأكثر ترفيهاً من النسخ الأخيرة للسيناريو التي يتم تصويرها بعد أن يمر عليها مؤلف أو اثنين أو ثلاثة.
الترتيب لأسماء المؤلفين على شارة البداية والنهاية يتم على حسب نسبة مشاركة كل منهم في السيناريو، فيكتب اسم صاحب النصيب الأكبر أولاً ثم يفصل بينه وبين الثاني والثالث بعلامة "/"، أما إذا كان العدد أكثر من ثلاثة مؤلفين فيتم كتابة أكثر 2 مشاركين في الكتابة تحت خانة السيناريو والبقية أصحاب النسبة الأقل تحت خانة القصة.
وفي حالة لو كان التعاون بين المؤلفين تحت إشراف المنتجين وفي نفس الوقت يكتبون السيناريو سوياً فيتم الفصل بين أسمائهم بعلامة "&"، ومثلما الحال مع الطريقة الأولى، فإن صاحب النسبة الأكبر في السيناريو يكتب اسمه أولاً ثم يأتي البقية بعده حسب مشاركتهم.