عودة فريق "واما" إلى الساحة الغنائية من جديد –وحده- يعتبر أمر ايجابي، قبل الحكم على مدى نجاح ألبومهم الجديد "كان يا ما كان"، أول البومات الفريق بعد ثورة 25 يناير.
الثورة غيرت كثيرًا من قواعد السوق والمنافسة، فبعد أن كان وجود الفرق وحده شيئًا مميزا لعدم وجود فرق غنائية كثيرة، فهناك الآن عشرات الفرق المختلفة، بغض النظر عن تصنيفها أو نوع الموسيقى التي تقدمها.
بعد سنوات الغياب - وبعد شائعات عن حل الفريق واتجاه كل عضو إلى أعماله الخاصة- لم يحمل الألبوم ككل المبررات الكافية لعودة الفريق، الألبوم يعد مكملاً لنهج وأسلوب ألبوماته الأولى "ياليل" و"يا غالي عليا"، باعتبار ألبومه الفريق الأخير "رايحة جاية" منتجًا عارضا؛ لاختلافه إلى حد كبير عن أسلوبه الغنائي.
وحتى مع وجود بعض الاختلافات والإضافات، فإن هذا قلل من قيمة العودة، خاصة مع النظر إلى سنوات العمل على الألبوم الذي خرج في النهاية كأنه "ميني ألبوم" بـ8 أغنيات فقط.
إضافات "كان يا ماكان"
وجود أسماء محمد عطية وأحمد صلاح حسني ومحمد شفيق، أبرز مفاجآت الألبوم الجديد، خاصة شفيق، كونها المرة الأولى التي تستعين فيه الفرق بموزع موسيقي غير نادر حمدي العضو الفاعل في الفريق، وهي من النقاط غير المبررة أيضا، خاصة أن حمدي من أبرز الموزعين ورؤيته هي الرئيسية في الفرقة، والأغنيتان من توزيع شفيق "اللي أنا مستغربله"، "أنا شفتك قدامي" لم يحملا فروقاً موسيقية كبيرة وواضحة عن توزيعات حمدي، وهو ما قد يوحي بأن وجوده دعما للموزع الشاب فقط، وليس لرغبتهم في إضافة رؤية موسيقية من خارج الفريق، باعتباره عضوًا جديدا في الفريق.
"اللي انا مستغربله"
"شفتك قدامي"
يحرص نادر حمدي على إضافة أصوات موسيقية جديدة لأغنيات الألبوم، وإظهار تفوقه واهتمامه بتطورات الموسيقى الإليكترونية، خاصة في أغنيات " لية لأ"، و"كان ياما كان"، و"استنى ايه" الأبرز في الألبوم، وهي من أهم مجالات تفوق حمدي و"واما" في الموسيقى، مقارنة باعتيادية أغنياتهم العاطفية، أو التي يحاولون فيها تجربة اللون الشرقي الذي لا يلائمهم.
"ليه لأ"
"استنى إيه"
ولمعرفة "ماركة واما المسجلة" في كل ألبوماته، عليك أن تفتش عن الأغنية العاطفية "الحزينة" في نهاية كل ألبوم، بجانب الأغنية الرئيسية التي غالبا ما تأتي "هاوس"، مثل تتابع "يا ليل" و "غالي عليا" و "رايحة جاية" وأخيرًا "استنى ايه"، وذلك بالتوازي "ليل وشوق ونجوم" من ألبوم "ياليل"، و"ده كلام" من ألبوم "يا غالي عليا"، إلى "مش وحيد" في "كان يا ماكان"، والتي جاءت أشبه بأداء "لايف" للفرقة، وغالبا ما تأتي تلك النوعية كأداء ارتجالي أو "جلسة صفا" لهم، يقوموا بتسجيلها وطرحها كما هي فيما بعد.
"ليل وشوق ونجوم"
"ده كلام"
"مش وحيد"
فتى الفرقة الذهبي
الرباعي "فهمي والشامي ونادر حمدي ونور" لا زالوا يمثلون الجيل الجديد من الموسيقيين المتأثر والمتطلع إلى المنتجات الغربية بدرجة كبيرة، بجانب تشابه خلفياتهم الموسيقية وطبقات أصواتهم، وتوظيفهم المتناسق لها في الأغنية، بعكس معظم الفرق التي تعتمد على مؤدي واحد فقط، تجعلهم أقرب إلى اعتبارهم "مطرب وموسيقي واحد"، وكذلك يمثل تواجدهم نقطة قوة أكثر من إنتاج كل فرد منهم أعماله الخاصة مقارنة بما أنتجه محمد نور مثلا من ألبومات بمفرده، بسبب عدة نقاط غيجابية لا تظهر إلا باجتماعهم، أو -بشكل أدق- اجتماعهم بدرجة كبيرة على نادر حمدي، عقل الفرقة، والذي يقوم بعدة مهام مثل التوزيع والميكساج والتلحين ووضع رؤية الألبوم كاملا.
ويعتبر حمدي من أبرز الموزعين من الجيل الجديد في مصر، وصاحب أصوات موسيقية جديدة، حتى وإن لم تكن جميعها من اختراعه، فهي جديدة الاستخدام والتوظيف في أغانيه، خاصة وأنها تعتبر حاليا من أبرز جوانب المنافسة بين الموزعين، وظهر تفوقه في ذلك بداية من تعاونه مع عمرو دياب في البوم "ليلي نهاري"، وتوزيعه الألبوم كاملاً باستثناء أغنية واحدة "خلينا نشوفك" التي وزعها طارق توكل.
ألبوم "ليلي نهاري" توزيع نادر حمدي
ورغم امتلاكهم مهارات متعددة كالعزف والكتابة والتلحين والتوزيع، إلا ان ذلك يوقعهم في فخ التشابه واستنساخ أغنياتهم وألحانهم السابقة، خاصة ألحان أحمد فهمي مع الفرقة، فرغم النجاح الذي حققه لحن "تحلفلي أصدق"، إلا انه وضع أكثر من لحن متشابه وتقليدي مثل لحن "مش وحيد" في الألبوم الجديد، المتشابه مع لحن "ليل وشوق ونجوم"، و كذلك "عندي كلام" في ألبوم "رايحة جاية" مع لحن أغنية مي حريري "عمر تاني" في 2009.
"عندي كلام"
"عمر تاني"