لا يوجد مبرر واضح ربما هي صدفة، لو كان هناك ما يسمى صدفة، جعلت تلك الأغنية مناسبة تماما لتصاحبك ذلك اليوم أو ربما الأسبوع أو الشهر، كما أنه لا يوجد شروط محددة، فربما تكون تلك الأغنية لمغني غير مشهور بالمرة، أو مغني لا تحبه، لا يشترط أن تكون حزينة، لا يشترط أن تكون سريعة، كل ما في الأمر أنها اختيار القدر المناسب تماما لك في تلك اللحظة.
"عارفة" لمحمد رحيم
كلمات: إكرام العاصي ألحان وتوزيع: محمد رحيم وتريات: تامر غنيم
هل تتذكر أغنية بعينها كنت تستمع لها بلا توقف لمدة أيام؟! هل سف منك شريط كاسيت بسبب تكرارك لعملية إعادة أغنية بعينها؟ هل كان زر الـ "repeat" حل مثالي حتى تتاح لك فرصة الاستقرار في جلسة معينة، تاركا لمشغل الأغاني دور اعادة الأغنية مرارا وتكرار؟
"برج حمام" لمحمد منير
كلمات: حسن رياض ألحان: مدحت الخولي توزيع: عمرو أبو ذكري
دعنا ننظر للأمر من عين الطائر المحلق عاليا، هل فكرت يوما كيف وصلت لك تلك الأغنية؟! دعنا نخوض التجربة سويا.
"أيامي" لعمرو مصطفى
كلمات: خالد تاج الدين ألحان: عمرو مصطفى توزيع: كريم عبد الوهاب
في يوم ما استيقظ أحدهم في يوم عادي جدا، كتب كلمات الأغنية وأرسلها إلى صديقه الملحن، وذهب بها الملحن إلى ذلك المغني، ساعات مرت في الاستوديو يصنع الموزع الموسيقى الخطوط الموسيقية المناسبة، عازفون قد لا يعرفون بعضهم البعض أتوا في ذلك اليوم لأداء الموسيقى في الاستوديو، وأخيرا تم تسجيل الصوت، لتكون أغنية عادية في وسط ألبوم كامل.
قصة تقليدية جدا، لكنها معقولة وكافية، لن أخوض معك أن اللحن صنع أولا ثم تم كتابة الكلمات عليه، لن أخوض معك أن الأغنية تم رفضها من عدة مغنيين بسبب كلمة واحدة في الأغنية لم تعجبهم، ولن أخوض في أنها دخلت الألبوم في اللحظات الأخيرة.
تكفينا القصة العادية، فكر قليلا في عدد العناصر التي شاركت في صنع تلك الحالة، فكر في قدرية أن تصل إليك الأغنية في هذا اليوم تحديدا، لتستخدمها أنت كرسالة من السماء أن تبدأ تلك العلاقة أو تنهيها، أن يكون يومك جيدا أو سيئا، فكر في سبب اختيار مذيعة الراديو لتلك الأغنية في ذلك الصباح، لتذهب المذيعة وتستمر الأغنية بداخلك وفي كل مشغلات الصوت المختلفة الخاصة بك.
"لون عمري" للمطربة أصالة (قدمت كدعاية لأحد شركات الهواتف المحمولة) (كلمات: وائل هلال، ألحان وتوزيع: محمد ضياء الدين)
هل فكر كل المشاركين في أي أغنية أنك ستستمع لها وحدها طوال الليل؟ هل سيتفهم رامي صبري سبب قبضة القلب التي تصيبك كلما استمعت إلى "ده اللي بستناه"؟ هل يملك تبريرا لذلك اللحن الحزين ذو الشجن الذي صنع لأغنية من المفترض أنها تعبر عن شخص سعيد؟
تم أضافت القدرة على معرفة عدد مرات التشغيل على الـ (iTunes)، لقد استمعت لتلك الأغنية 100 مرة هذا الشهر، أنت لم تستمع سوى لتلك الأغنية هذا الأسبوع، "وأهو دايما نتلاقى ونبعد من غير مواعيد" هل يعلم أحمد هلال أن تلك الكلمات ستحول جلستك أمام بحر الأسكندرية في الشتاء إلى جلسة حزينة عاصفة بالذكريات؟ محمد محيي نفسه يقف عاجزا عن تقديم أسباب خروج هذه الأغنية بهذا الشكل.
لماذا حافظ هشام نياز من خلال البيانو على تلك الروح الإنهزامية كلما قالت أنغام "مافهمتنيش"؟ ما الذي كان يفكر به في هذا الوقت؟ لماذا تصر أنغام على أن تقول "أه" قبل "للأسف".
"ده اللي بستناه" لرامي صبري (كلمات: وائل توفيق، ألحان: رامي صبري، توزيع: طارق توكل ووتريات: تامر غنيم )
"في ليلة" لمحمد محيي (كلمات: أحمد هلال، ألحان: مصطفى عوض، توزيع:فهد)
"مافهتمنيش" للمطربة أنغام (كلمات: علا زيان، ألحان: زياد الطويل، توزيع: هشام نياز)
هل هناك اتفاق مسبق بين صناع العمل أن تلك الأغنية ستكون لوثة لأحدهم؟ صدقني لا يوجد شيء من هذا القبيل، أغنية وجودها كمنتج نهائي أمر قدري بحت لا يخضع لأي مقاييس ملموسة، تأتي اليوم فقط لتحمل معنى مختلفا تماما، أتظن أن ألف ليلة وليلة صنعت من عدة عقود لكي تناسبك فقط الآن؟ والأغرب من ذلك أنها تذهب فجأة!
الأمر ليس تدريجيا، فلا تتحول المرات الـ 10 اليومية إلى 5 ثم إلى 2، فجأة من 10 إلى 0 لا توجد منطقة وسطى، تنسى كأنها لم تكن، لتمر شهور وربما سنوات فتصطدم بها من جديد فتسمعها 3 مرات أو ربما أكثر وتتركها مرة أخرى ولكن تلك المرة تتركها وأنت واعي تماما أنها لم تعد تلك الأغنية التي تطابق روحك هذه الأيام، هي مجرد جزء من الموسيقى التصويرية في ذلك الفيلم المسمى حياتك.
"علقت نفسك" لهشام عباس (كلمات: حسن عطية، ألحان وتوزيع: هاني سيبليني)
ناقشني عبر تويتر
Tweet to @mo7iahmed