مع تغيّر وسائط الاستماع إلى الأغاني مع مرور السنين، بداية من الراديو وأشرطة الكاسيت، ثم الفيديو كليب والتحميل من شبكة الإنترنت، إلا أن تجربة موقع الـ "ساوند كلاود" تستحق التأمل، خاصة أنه كان مهرب الكثيرين للاستماع لأغاني مختلفة في السنوات العجاف التي تمر بها صناعة الموسيقى، خاصة مع ضعف الإنتاج، فتحولت الساحة الموسيقية بشكل غريب وغير متوقع، لتميل الكفة نحو هؤلاء الذين لا يسعون إلى تحقيق أرباح، ويعتمدون على ما قلّ ودلّ، لتكون هذه السنوات الصعبة في صالح حديثي العهد على الغناء، فتجتمع 3 عناصر مختلفة لتكوّن تلك الحالة: ملل جماهيري، ووسيط يتميّز بأنه لا يحتاج إلى سرعة إنترنت فائقة، وموسيقيون يبحثون عن من يسمعهم.
وقبل أن يضيف الـ "ساوند كلاود" زر "إعادة" الأغنية، كان الإبحار داخله بلا وجهة، وبالتالي فإنك كنت تجد نفسك تكتشف كل يوم مغني جديد، أو أغنية تعرفها مُعاد توزيعها موسيقيا بشكل مختلف، وهؤلاء النجوم استفادوا جيدا من تلك "الحالة":
1) عبد الرحمن محمد
"سوبر ستار الساوند كلاود الأول" بلا منازع، المتسابق في برنامج المواهب "سوبر ستار العرب" في الموسم الذي فاز بلقبه "أيمن الأعتر"، لننظر للأمر من وجهة نظر أخرى، ليس تقليلا من أيمن فهو موهبة لا خلاف عليها، لكن الآن "أيمن" له ألبوم تجاوز عدد أغانية الـ 15 أغنية، في حين أن عبد الرحمن لا يحتاج أكثر من أغنية واحدة فقط لتأخذ جولتها في الـ "ساوند كلاود"، محققة عدد مرات من الاستماع تتجاوز المليون مرة، مجنون من يتحدث عن مقاييس النجاح أو يحاول حصرها.
أغنية ("يا من هواه") كلمات: سعيد بن أحمد البوسعيدي (شاعر في العصر العثماني)/ ألحان: عبد الرحمن محمد
2) محمد محسن
تستمع لأي أغنية لتجد أنه بمجرد انتهائها يبدأ بعدها "الكوتشي اللي باش ماللف في شوارعك"، الأغنية منتشرة بطريقة غريبة جدا، دفعت هشام عفيفي لصب غضبه بأسلوب لطيف على تلك الظاهرة.
أغنية (الكوتشي)
محمد محسن مدعوما بالشاعر مصطفى إبراهيم يعتبر واحد من أهم المغنيين المصريين الذين استفادوا من ظاهرة الـ "ساوند كلاود"، ويتقدّم الصفوف الأولى بأغنية "اللف في شوارعك"، من "ميني ألبوم" يحمل نفس الإسم.
أغنية (اللف في شوارعك) كلمات: مصطفى إبراهيم/ ألحان: محمد محسن
3) "مشروع ليلى"
أتاح الـ "ساوند كلاود" فرصة عظيمة للفرق المستقلة من لبنان وسوريا الوصول إلى المستمع المصري، ومن أهم تلك الفرق "مشروع ليلى" أو "مشروع ليلة" أو أي مشروع لأنني حقيقة فشلت في الوصول إلى اسم يتفق عليه الجميع لهذه الفرقة، موسيقى الروك الممزوجة بالكلمات اللبنانية التي تعبر عن مواضيع جديدة نوعاً ما علينا، نجحت باقتدار في الوصول بسهولة إلى الصفوف الأولى، لكن في حالة تلك الفرقة أن تجد نفس الأغنية وقد تم تحميلها من عدد لا بأس به من المستخدمين، لذلك يضيع علينا عدد واضح لمرات الاستماع للأغنية الواحدة، ويتفرق دم عدد مرات الاستماع بين القبائل.
أغنية (عبدو) كلمات وألحان وتوزيع: "مشروع ليلى"
4) غادة شبير
أستاذة العلوم الموسيقية ربما سمعتها تغني "أنا هويت وإنتهيت" أو "لما بدا يتثنى"، بجانب كونها مدربة الأصوات في فريق عاصي الحلاني في برنامج "ذا فويس"، لها عدد كبير من الأغاني على الـ "ساوند كلاود"، لكن تلك الأغاني أيضا تم تحميلها من جانب أكتر من مستخدم، ولا يوجد لها حساب رسمي، لكن أغنية "لي حبيب" تتشابه مع أغنية محمد محسن في أنها تظهر كثيرا أثناء إبحارك في "العالم البرتقالي" وهو اللون الذي يميّز واجهة "الـ "ساوند كلاود".
أغنية (لي حبيب) كلمات: عبد العزيز بن سعود البابطين
5) هشام عفيفي
يعرفه المصريون من سخريته المستمرة من الأغاني الأكثر إنتشارا، كما فعل مع عبد الرحمن محمد ومع أغنية "راحت يا خال" لفريق "أتوستراد" أو "سِبت فراخ كتير" لعمرو دياب
أغنية "راحت آلاء"
لكن يبدو أن أحدهم أراد صنع حلقة ساخنة على قناة "القاهرة والناس" في برنامج "طوني خليفة" "أسرار من "تحت الكوبري"، فكانت استضافة "عفيفي" والناقد الموسيقي "أحمد السماحي" ليوجه لعفيفي إتهامات بأنه يشوّه الذوق العام، وهو ما علّق عليه عفيفي عبر صفحته الشخصية على Facebook بأن ردوده قليلة لأنه يعلم أنه يقدم ما يُضحك الناس ليس أكثر.
ناقشني عبر تويتر
Tweet to @mo7iahmed