بالرغم من أنه ليس جديداً على شاشة السينما العالمية ، ورشح من قبل لجائزة الأوسكار كأفضل ممثل ، فإن جوني ديب لم يتحول إلى أيقونة تجارية تهز شباك التذاكر الأمريكي إلا مع فيلم "قراصنة الكاريبي" أو Pirates of The Caribbean ، والذي تابع نجاحه مع جزءه الثاني ، فيما يصور الجزء الثالث من جديد في شخصية القرصان "جاك سبارو" ، وفي حواره مع موقع "قريباً" يكشف ديب عن رحلته مع السينما إلى أن وصل إلى ضفاف القراصنة.
لماذا عدت إلى "جاك سبارو"؟
لا أعلم ، أشعر وكأني لم أنته من هذه الشخصية بعد ، وكأن هناك المزيد داخلها لم أكتشفه وأقدمه ، لأن هذه النوعية من الشخصيات صعب حدها بسمات ضيقة ، لديها القدرة على أداء المزيد ، والجمهور سيتقبل منها ذلك لأنها من أمتع الشخصيات التي تقدم ، لا أود أن أودع ذلك الشخص يوماً ما.
هل في عقلك تصور لجديد تقدمه غير ما سنراه في الجزء الثالث؟
السفر عبر الزمن.. لم لا؟ فريق العمل المكون من تيد إليوت وتيري روسيو والمخرج جور فيربنسكي قدم في الجزء الأول عملاً لم يتخيله أحد ، وهاهم في الجزء الثاني يخلقون خيالاً جديداً ، وفي الثالث يحضرون لعمل آخر غير عادي ، هذا يزيد ثقتي في قدرتنا على توسيع حدودنا كل مرة.
وإلى أي مدى ستتسع تلك الحدود ، ما هو مقدار الحرية في تمديدها؟
الأمر ليس بهذه الصورة ، عندما تصور الفيلم يكون لديك الملامح الرئيسية للعمل ، العظام التي تشكل الشخصيات ، لكن مع كل جزء يكون عليك أن تفعل ما في وسعك لاستكشاف أعمق منطقة في العمل ، وتضيف من عندك ، ولا يتوقف هذا على فترة الإعداد للفيلم ، لكن حتى وأنت تصور ، قد تطرق بالك فجأة فكرة جديدة ، كما يحدث معي أحياناً عندما تفز في ذهني جملة أدمجها في نسيج الحوار ، وأعرضها على اليوت وروسيو وبنسكي ومن في موقع التصوير.
حينها تستطيع أن ترى ما إذا كانت إضافتك في محلها ، لأنك سترى ردود أفعال صادقة في أعين الطاقم ، إذا رأيت الريبة أو الضحك على وجوههم ، تعرف أنك أضفت شيئاً يجعل من عملية التصوير متعة ، ويعطي للفيلم نفسه إيقاع مختلف ، إيقاع حي ، لأن مثل تلك المواقف أو الجمل التي نضيفها أثناء التصوير إنما تخرج من إحساسنا بالموقف.
وهل كان رد فعل الجمهور لإضافاتك مماثلاً لردود أفعال الطاقم؟
فريق العمل ليسوا معياراً بالضرورة ، لأن مكانهم يفرض عليهم خوض مخاطرات بالمراهنة على شيء غير مضمون ، لكنهم شجعوني ، جعلوني أقف على الحد الفاصل ما بين الظهور في أفضل ما يمكنني ، أو إضحاك الناس علي من كثرة فشلي ، تلك مخاطرة بدون مساندتهم ما كنت لأتغلب عليها ، لكن بعد عرض الفيلم كان رد فعل الجمهور هو السند الأكبر.
هل فاجأك نجاحك مع سبارو وتحولك لنجم الجماهيري؟
أنا لست نجماً ، ولا أظن أني سأكون ، فاجأني فقط ترحيب الناس بهذه الشخصية ، ولا أصدق حتى الآن أني قدمتها ، وأن سبارو حصد معي إعجاب المشاهدين.
وفي رأيك لما حقق الفيلم هذا النجاح؟
شركة الإنتاج هي كلمة السر ، على الرغم من أني على مدار عشرين عاماً قضيتها في السينما مصنفاً من الناحية التجارية فاشل من الدرجة الأولى ، إلا أن الشركة أقدمت على تقديمي في هذا الفيلم وإنتاج هذا العمل ، لأنها أدركت ما يريده الناس.
فالجمهور لا يذهب السينما ليعرف ما ينتهي عليه الفيلم ، فهذا يمكن تلخيصه في كلمة ، ولكنه يريد أن يشده الأداء والتصوير طوال لحظات الفيلم ، وهذا ما وضعناه هدفاً لنا ، وما حقق لنا هذا النجاح التجاري الكبير.
وكيف كنت تتعامل مع إحباطاتك السابقة في مجال السوق السينمائي؟
سأخبرك ما كان يسهل علي التعامل مع تلك الأوقات ، لسنوات في مجال الصناعة السينمائية وأنا غير قادر على فهم ذلك العالم أو التعامل معه ، وعانيت من الإحباط ، لكن بمجرد ما عرفت أني وزوجتي ننتظر طفلنا بدأت ترتسم أمامي حياتي الصحيحة ، وأن علي أن أتغلب على الإحباط من أجل أسرتي الصغيرة.
وما الذي ساعدك للوصول إلى هذا التفكير؟
كان فهمي أخيراً للمعادلة الصحيحة للحياة في ذلك الوسط ، فأنت تسمع دوماً عبارات مثل "عليك تقديم هذا الفيلم من أجل المال اللازم لحياة أسرتك" ، وعلى الجانب الآخر كنت أريد تقديم ما أشعره فقط ، وكان تفكيري منطلق من فكرة أني أريد المال وأريد تقديم فني ، فإذا جاء المال فخير ، وإذا لم يأت فليس بالأمر الكبير، الأمر كان بهذه البساطة ، إلى أن تمكنت من تقديم أفلام أحبها وأشعر بها ، وفي الوقت نفسه تحقق النجاح في هوليود.
أوقات الإحباط التي عايشتها من قبل ليست لأن المناخ في هوليود لم يتقبل فني ، ولكني أظن أنها حدثت لأنهم لم يتمكنوا من تصنيف أفلامي ، وبالتالي لم يحددوا الجمهور المستهدف ، لم يفهموا المنتج الذي يسوقونه .. كيف يمكنك تسويق منتج لا تفهمه؟
ولكنك قدمت العديد من الأدوار الغريبة.
هل تقول إني غريب الأطوار إلى حدٍ ما؟
لا ولكني أتعجب لما لم نرك في شخصية عادية تحب بهدوء .. شخصية مستقيمة؟
أظن أني فقدت الكثير في هذا الجانب ، ولازلت أفتقد شيئاً ما ، دوني بروس يمكنه أن يقدم هذه الأدوار.
لكن ليس أنت؟
لا أعرف ، أشعر دوماً أن تلك الأدوار الطبيعية التي تقدم على أنها بطل الفيلم ليست أبطالاً بالضرورة ، مجرد شخصيات عادية ، أرى أن كل إنسان له لحظات جنون ، الغريب حقاً أن ترى شخصاً ما جاداً ومستقيماً طوال حياته ، هذا الشخص أكثر جنوناً من أي شخصية قدمتها ، إذا قُدم بهذه الصورة – على إنه مجنون – قد أقدمه ، أما بخلاف ذلك لن أتمكن من فهم الدور لأقدمه ، ولا أجد في ذلك مشكلة ، فهناك ممثلون جيدون يقدمون تلك النوعية من الأدوار ، أما أنا فلن يحدث شيئاً إذا لم أقدمها.
نعود إلى القراصنة .. حينما تعود إلى منزلك ، هل كنت تعيش شخصية سبارو في حياتك العائلية؟
أنا لا أفكر بهذه الطريقة أبداً ، ولا أشعر بأني كنت أعيش الشخصية ، كان الأمر يحتاج إلى لحظات قبل التصوير لأدخل إلى عالم القراصنة ، وبمجرد الإنتهاء من التصوير كانت الريح تأخذ هذا العالم بعيداً.
ماذا كان أكثر المشاهد إمتاعاً في تصويره .. مشهد دفنك في الطين؟
يا ربي ، لا .. هذا المشهد كان مروعاً ، كان حقاً مرعب ، لكن الجانب الطيب هنا ، أني كنت أتوقع الأسوأ ، لهذا مر علي بسهولة ، على الأقل لم أبتلع الطين.
أكثر المشاهد متعة في التصوير كان عندما استمع سبارو لإليزابث وهي تتكلم عن الرجل الذي تتزوجه ، عندها عندما أصابه الضعف وتحدث إلى نفسه كان ممتعاً في أدائه وتصويره.
الآن وأنت تفارق سبارو هل تشعر بالحزن؟
لم يبدأ بعد هذا الشعور ، لازال أمامنا بضعة أشهر لتصوير الجزء الثالث ، لكن مع الشهر الأخير قد أدخل في مرحلة اكتئاب إذا لم أجد ما ينقذني منها.