القاهرة (مصر) – رويترز : بعد انتهاء القصف الإسرائيلي للبنان على مدى أكثر من شهر ، شاركت لبنان بشكل بارز في مهرجان الأسكندرية السينمائي الدولي الذي تبدأ دورته الثانية والعشرون الشهر القادم.
فإلى جانب المشاركة في المسابقة الرسمية تعرض أفلام أخرى روائية وتسجيلية بعضها عن واقع لبنان في المرحلة التي تلت اغتيال رئيس الوزراء الاسبق رفيق الحريري العام الماضي ، كما يشارك سينمائيون لبنانيون ضمن برنامج "سينما المقاومة" في المهرجان الذي يفتتح في الخامس من سبتمبر ، وتشارك فيه أفلام من 23 دولة وتقتصر مسابقته الرسمية على أفلام تنتمي إلى دول حوض البحر المتوسط.
وقالت الناقدة أيريس نظمي رئيسة المهرجان يوم الأربعاء في مؤتمر صحفي بالقاهرة إن جوائز المهرجان تتنافس عليها عشرة أفلام عربية وأجنبية هي الفرنسي "من فرط الدق توقف قلبي عن النبض" والإيطالي "صيف أخي" والبوسني "سماوات فوق الأرض" والصربي "صباح الغد" واليوناني "نشيد هاريتون" والأسباني "الموهوب الناري".
وأضافت أن الأفلام العربية في المسابقة هي المغربي "نظرة" سيناريو وإخراج نور الدين لخماري والمصري "لعبة الحب" للمخرج محمد علي والسوري "تحت السقف" سيناريو وإخراج نضال الدبس واللبناني "يوم آخر" للمخرجة جوانا حاجي وزوجها خليل جريج.
وردا على تساؤلات حول عدم إلغاء المهرجان بسبب الهجوم الإسرائيلي الذي دمر معظم البنية التحتية في لبنان قالت إنه بسبب الحرب "نحن نصر على إقامة المهرجان" ، مشيرة إلى أنه يثبت قدرة الفن على مواجهة الموت والتدمير.
وقال المهرجان في بيان : "إن فيلم "يوم آخر" يلامس "واقع مدينة بيروت قبيل الحرب الأخيرة بصدق وشفافية ويعكس واقعية بيروت بصخبها وضجيجها بفراغها وامتلائها بليلها ونهارها والكائنات التي تحيا فيها وتعبرها كالاطياف من خلال قصة الأب المختطف الذي يجسد الخروج من الماضي مع استمرار نافذة الأمل مفتوحة إلى النهاية ، يتبين أن زمن الحرب لا يهم بل زمن ما بعد الحرب وتبعاته ، وأن قصة الاختفاء في الفيلم مجرد ذريعة لدخول الزمن الراهن".
وقتل في الحرب التي استمرت 34 يوما بين اسرائيل ومقاتلي حزب الله حوالي 1183 لبنانيا معظمهم مدنيون و157 إسرائيليا منهم نحو 120 جنديا خلال القتال الذي نشب بعد أسر حزب الله جنديين إسرائيليين وقتل ثمانية في هجوم عبر الحدود يوم 12 يوليو الماضي.
وقال سمير شحاته المدير الإعلامي للمهرجان في المؤتمر إن الفنانين اللبنانيين كانوا أكثر المتحمسين للمشاركة في المهرجان.
وأضاف أن لبنان ممثل بقوة بالمهرجان الذي يستمر حتى العاشر من سبتمبر ، حيث تعرض عشرة أفلام عربية وأجنبية في برنامج "سينما المقاومة" الذي يضم أفلاما أنتجتها لبنان وفلسطين ومصر والمغرب وسوريا وبلجيكا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا وهولندا وهي "عرس الجليل" للفلسطيني ميشيل خليفي و"كفر قاسم" للبناني برهان علوية و"زنار النار" للبناني بهيج حجيج و"باب الشمس" للمصري يسري نصرالله و"ناجي العلي" للمصري عاطف الطيب و"يد إلهية" للفلسطيني ايليا سليمان و"الجنة الآن" للفلسطيني هاني أبو أسعد و"حتى إشعار آخر" للفلسطيني رشيد مشهراوي و"المخدوعون" للمصري توفيق صالح.
كما يعرض أيضا الفيلم الوثائقي "بيروت .. الحقيقة والكذب والفيديو" للفلسطينية مي المصري الذي يرصد التحولات التي يعيشها الشباب اللبناني منذ اغتيال الحريري الذي لقي مصرعه في انفجار سيارة ملغومة ببيروت في فبراير 2005 في حدث كان مقدمة لتحولات سياسية لم تتوقف تداعياتها إلى الآن.
وقال شحاته إن المهرجان ينظم مائدة مستديرة حول "سينما المقاومة" يتحدث فيها المخرج اللبناني جان خليل شمعون ومي المصري والممثل المصري نور الشريف والممثلة الايطالية ماريا تاوتشي والمخرج الصربي أولج فوفكوفيتش والمخرج اليوناني جورجيوس بابليوس.
وسيكرم المهرجان الممثلين المصريين عزت العلايلي وبوسي وحسين عرعر عامل اللوحة الارشادية "الكلاكيت" والراحلين عبد المنعم مدبولي وأبو بكر عزت إضافة إلى المخرج التركي فاتح أكين الذي سيعرض له فيلما "يوليو" و"عبور الجسر .. أصوات إسطنبول" باعتباره "مهتما بمعالجة المواجهة بين الثقافات" ، وهو معروف عالميا حيث فاز فيلمه "الارتطام بالجدار" بجائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين عام 2004.
وسيفتتح المهرجان الذي تنظمه الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما بفيلم "شاهدت اغتيال بن بركة" الذي أخرجه المغربي سعيد السميحي والفرنسي سيرج لوبيرون ويعالج أسرار اختفاء الزعيم المغربي المعارض المهدي بن بركة الذي اختطف في أكتوبر1965 من أمام أحد المطاعم الكبرى بباريس وقتل في ظروف غامضة.
ويرأس المخرج المصري خيري بشارة لجنة التحكيم التي تضم في عضويتها سيرج لوبيرون والمخرج اليوناني جورج كاتاكوزينوس و