الولايات المتحدة - رويترز : مسئولي الامم المتحدة يعتقدون ان فيلم "المترجمة" أو "the interpreter" للمخرج سيدني بولاك يمكن ان يفعل للمنظمة الدولية ما لم يفعله الدبلوماسيون اصحاب الوجوه الجامدة ، وهو لفت الانتباه للمنظمة وجذب المزيد من السائحين لزيارتها.
وقال المتحدث بإسم الامم المتحدة شاشي ثارور ، الذي ساعد في اقناع أمينها العام كوفي عنان على الموافقة على تصوير الفيلم "شعرنا ان الفيلم سيجتذب الكثير من الناس إلى دور السينما والمسارح لمشاهدة موضوع متعلق بالأمم المتحدة ، وهو ما لم يكن من الممكن تحقيقه بوسيلة أخرى لجذب المزيد من اهتمامهم بهذه المنظمة".
واضاف في اشارة الى الفيلم الذي عرض في افتتاح مهرجان تريبيكا السينمائي يوم الثلاثاء "يبدو لي ان القصة الاساسية لفيلم المترجمة هو عرض القيم التي تدافع عنها هذه المنظمة".
وكانت الأمم المتحدة ترفض طوال تاريخها السماح باستغلال مقرها لاغراض تجارية ، وقد رفضت في السابق طلبا تقدم به الفريد هيتشكوك لتصوير قاعة مداولات ممثلي الدول في اطار أحداث فيلمه "الشمال عن طريق الشمال الغربي" أو "north by northwest " الذي انتج عام 1959 ، ولم يكتف بولاك بتصوير القاعة بل صور أيضاً الجمعية العامة ومجلس الأمن والأروقة المفروشة بالسجاد والحجرات الخلفية غير النظيفة والحديقة.
وقال بولاك مخرج الفيلم الذي سبق له الفوز بجائزة الاوسكار "اتعاطف بشدة مع الامم المتحدة ، ولكن هدفي أبعد من انفاق 80 مليون دولار على فيلم دعائي ، لأنه كان سيصبح أمراً مملاً لو فعلت ذلك".
وتتحدث كيدمان التي تلعب في الفيلم دور مترجمة لغة تسمى "كو" وهي لغة غير موجودة في الواقع تجمع ما بين السواحيلية والشونا وتعمل في الامم المتحدة كمترجمة إلى اللغتين الفرنسية والانجليزية.
وقالت كبيرة المترجمين في الامم المتحدة بريجيت اندريسييه بيرل التي عملت كمستشارة لبولاك "توجب علي ان أتاكد من ان النص الذي ستقرأه مكتوباً بفرنسية صحيحة" ، ثم ووصفت كيدمان بانها "ممثلة رائعة" قرأت النص بشكل صحيح من المرة الاولى.
وعلى الرغم من ان شخصية كيدمان في الفيلم تغلب قوة الكلمات على طلقات الرصاص فان البنادق تشكل جزءاً كبيراً من الفيلم السريع الإيقاع.
وتلعب كيدمان دور مترجمة من دولة افريقية مضطربة تعلم عن طريق المصادفة بمؤامرة لقتل رئيس دولتها الذي يستعد لالقاء كلمة امام الجمعية العامة ، ثم تصبح هي نفسها هدفاً للمؤامرة ، ويلعب بن دور عميل سري يرتاب في مزاعمها.
وفي الفيلم مشاهد لانفجار مروع لقنبلة في حافلة بحي بروكلين قتل 17 شخصاُ ، وايادى مبتورة في فندق تشيلسي ، وحادث قتل بمقر الامم المتحدة ، ناهيك عن عمليات تطهير عرقي وقمع سياسي في دولة افريقية مضطربة ، وفي النهاية تصوب كيدمان مسدساً إلى رأس طاغية قبل أن يرسله مجلس الامن الى محكمة مجرمي الحرب الدولية ، وهي محكمة تمقتها الولايات المتحدة بشدة في حقيقة الأمر.