انظر إلى الجملة أعلاه ثم دقق النظر إلى الصورة، هل تذكرتها؟
هي واحدة من قائمة طويلة من "أهل الفن" كان مشوارهم الفني قصيرا للغاية، ولكنهم ظهروا في العديد من الأدوار التي تعلق بها الجمهور، وارتبطت صورة كل منهم في ذاكرتنا بجملة أول أكثر رددوها في إحدى أدوارهم.
الفنانة الراحلة تحية الانصاري هي إحدى الفنانات اللائي منعتهم الظروف من تقديم مسيرة فنية طويلة، ولكن موهبتها واختيارها الجيد للأدوار جعلها تحمل تاريخا فنيا مميزا أثرت به الدراما المصرية في النصف الثاني من القرن الماضي.
الراحلة التي انتقلت بجوار ربها في 2005 ظهرت في أدوار مؤثرة في أكثر من مسلسل درامي، أبرزهم على الإطلاق مسلسل "عائلة شلش" مع الراحل صلاح ذو الفقار.
كما أن لها أدوارا أخرى لا تُنسى، من بينها "الشهد والدموع"، و"في حاجة غلط".
ومع ذكرى ميلادها الذي وافق منتصف ديسمبر الماضي، حاور FilFan.com لينا محسن الانصاري، ابنة شقيق الفنانة الراحلة، لتكشف عن العديد من تفاصيل حياة الفنانة القديرة.
متاعب منذ الصغر .. والسر في رقم 8!
"توفت والدتها تاركها ورائها ثمانية أبناء" .. هكذا بدأت ابن شقيق الراحلة في الحديث عن بداية حياتها.
وأضافت: اسمها الحقيقي فتحية الانصاري محمد أبو الفتح، لوالد مصري وأم تركية، وذلك في 13 ديسمبر من العام 1962، وكان ترتيبها رقم خمسة من بين ثمانية أشقاء، وهي البنت الصغرى في عائلتها، وكان لها تؤام توفى عند ولادته بعد ولادته.
وتوفت والدتها بعد ثمانية سنوات من عمر الفنانة الراحلة إثر نزيف حاد، وتركت خلفها ثمانية أبناء.
الموهبة تتحرك
"كانت تقف أمام المرآة وتتقمص بعض الأدوار الشهيرة" .. بهذه الجملة لخصت ابنة شقيقة تحية الانصاري موهبة عمتها الراحلة.
وأضافت: في أواخر حقبة السبعينات، وبعد انتهاء دراستها بالثانوية العامة، شعرت بأنها تحمل موهبة تجعلها قادرة على اقتحام عالم التمثيل، ولكن قابلتها عدة مشكلات في ذلك.
وفسرت قائلة: رفض غالبية الأفراد في عائلتها أن تصبح تحية ممثلة، وأن تتواجد في هذا الوسط، وساهم في ذلك كون التفكير في الماضي كان يختلف عن وقتنا هذا، واعتبروا أن من العيب أن تكون إحدى بنات العائلة ممثلة.
وأضافت: ولكن تمسكها بالتمثيل أدى لموافقة الأب على تلك الخطوة، وكان والدي بجانبها دائما في خطواتها الفنية.
مشوار فني قصير
بالإضافة لأشهر أدوارها "عائلة شلش"، شاركت تحية الانصاري في أكثر من عمل فني، ربما لم ينل بعضهم الشهرة الواسعة.
وقالت لينا الانصاري: أشهر أدوار الراحلة بالتأكيد كان "عائلة شلش" وأيضا "الشهد والدموع"، ولها أيضا أعمال أخرى مثل: "في ناس طيبين" مع الراحل عبد العظيم عبد الحق وزهرة العلا، وأيضا "في حاجة غلط" مع الراحل حسن عابدين وكريمة مختار، والسهرة الفنية "حل يرضي جميع الاطراف" مع سمير غانم والفنانة الراحلة ثناء جميل.
كما أنها شاركت مع النجمة ميرفت أمين في مسلسل باسم "أيام الغياب"، وشاركت فيه أيضا الراحلى تحية كاريوكا.
ولها أيضا مسلسلا دينيا حمل اسم "محمد رسول الله"، مع الفنان محمد الدفراوي، ومسلسل "ويمكن أن ترى عينك"، وجسدت خلاله دور فتاة كفيفة.
كما قامت ببطولة فيلما تليفزيونيا أمام سعيد صالح حمل اسم "الواد سيد النصاب"، وجسدت خلاله دور شقيقة الفنان الكبير.
وظهرت في مسلسل "صرخة بريء"مع النجمة إلهام شاهين والفنان طارق النهري.
مشوار لم يكتمل
أصيبت الراحلة بمرض السرطان، ما أبعدها عن استكمال مشوارها الفني، وليس بسبب زواجها كما تردد.
وقالت ابنة شقيق الراحلة: كانت تريد العودة من جديد بعد أن شفيت بالفعل من المرض، ولكن لم يُعرض عليها أية أدوار.
رحيل هادئ
ومثلما كان مشوارها الفني هادئا، رحلت تحية الانصاري في 18 نوفمبر 2005 بعد اصابتها بذبحة صدرية، تاركة ورائها مشوارا فنيا قصيرا، ولكنه مميزا بالتأكيد.
الغريب أن نقابة المهن التمثيلة التي لم تتذكر الراحلة في حياتها، بعثت لها بعد وفاتها خطابا لتجديد اشتراك النقابة، ولم تعلن أنها فارقت المهنة إلى الأبد .. وفارقت الحياة بأكملها.