يبدأ عصر الانفتاح، الجميع يروج لبضاعته أكثر، لتروج معها مصطلحات مثل "لو ما عملتش فلوس النهاردة مش هتعمل باقي حياتك"، بينما الحاج حسن السبكي يفتتح متجره الأنيق في شارع التحرير بالدقي.
يدرك الحاج حسن إلى من سيذهب بتجارته، إنه "ينشن" على الزبون صاحب السيارة "المرسيدس الخنزيرة" الذي يقف أمام المحل صارخا "5 كيلو هنا يا إبني من عرق الفلتو".
الشعلة
يشب أحمد ومحمد ليقررا استغلال اسم "السبكي" الشهير، واستخدام الشقة الكائنة فوق محل الجزارة بالدقي، ودخول المجال السينمائي!
بمنطق تجارة البروتين تعامل الأخوان أحمد ومحمد السبكي مع السينما، ما الذي يريده الزبون؟!
الإجابة كانت مع العائدين من الخليج، كل مصري رجع من السعودية أو الكويت محملا بالمطلب الجماهيري لأسرته: "الفيديو"، ومع غزو هذا الجهاز لبيوت ومقاهي المحروسة، فكر السبكية في استغلاله ليؤسسوا شركة لاستغلال وترويج الأفلام الأجنبية وخاصة الهندية منها التي كانت تحقق إيرادات مرتفعة للغايى في أول الثمانينات "ولا بات مان في التسعينات".
ابن الوز عوام
تسير مراكب تجارة السبكي السينمائية و"تزهزه معاهم"، فبالرغم من كون شركة السبكي للفيديو أصبحت الأكبر في مصر والشرق الأوسط في هذا المجال، إلا أن مجرد استيراد شرائط الفيديو وتسويقها لم يعد مجديا ماديا، إذن لابد من خطوة جديدة.
الخطوة الجديدة كانت دخول مجال الإنتاج السينمائي، يترك السبكية الوقوف بجانب الذبائح واستقبال الزبائن، ليقفا في صالات العرض عند افتتاح الأفلام، باتت أنوف السبكية تأبى استنشاق رائحة المذبح، بعد ان اعتادت على "برفانات" النجوم الباريسية.
رغبة الشهرة والمال
لا يدخل السبكية "بثقلهم" ولكنهما يقرران أن يكونا مساعدا إنتاج في فيلم "الرغبة" منتصف الثمانينات، قبل أن يستكملا مشوارهما في التسعينات بأفلام ليست من نوعية "المقاولات" المعتادة آنذاك، وفي 1992 كان "عيون الصقر" لنور الشريف ومن بعده "مستر كاراتيه" في 1993، ثم سواق الهانم عام 1994، ثم الرجل الثالث في العام التالي.
حتى منتصف التسعينات كانت بوصلة السبكية في الاتجاه الصحيح: "كثير من الأفلام الجيدة"، وقليل من الخلطة التجارية، ولكن بدءا من "حلق حوش" في 1997 استهلت "السبكنة" طريقها، لتصنع خلطة جديدة للسينما المصرية.
خلطة الألفية
ومع بداية الألفية الجديدة، عرف صناع السبكي ماذا يحتاج الجمهور في هذا الوقت باختصار "رجل عبيط يشبه أناس كثيرون ممن يتسكعون في الشارع" والشخص كان هو "محمد سعد" اللمبي، ليحقق في 2002 إيرادات تتخطى 20 مليون جنيه.
السبكي فهم الشارع وقتها، الشعب يزداد فقرا، والذوق في انخفاض، وطموح شباب أصبح "سيجارة ملفوفة وزجاجة خمر رخيصة.. وفيلم به رقاصة".. وقرر الاستمرار مع خالتي فرنسا وسيد العاطفي وطبعا.. طبعا سلسلة "عمر وسلمى".
عايز تحرش؟
ثقافة المجتمع تستمر في الانحدار، فبعد أن كانت أغاني عدوية "محط هجوم شديد من الطبقة المتوسطة في السبعينات والثمانينات"، جاء من يغني للعنب والبلح في منتصف العقد الأول من الألفية الجديدة.
وبالفعل يجلس سعد الصغير أمام محمد السبكي في مكتبه القابع فوق متجر الجزارة الذي يحمل نفس الاسم السينمائي الشهير "بروتين السبكي"، ليقول له المنتج الشهير: "قوللي كدة يا سعد لو هتغني لواحدة أدامك هتكلمها إزاي؟ ليؤدي المطرب الشعبي شطرا من أغنية له مع تحريك يديه.. ليرد ليه "الحاج محمد": "حلو أوي كدة.. إنت معايا في الفيلم اللي جاي".
الملخص بالبلدي: السبكية هم تجار شطار عارفين الزبون.. عايز حتة لحمة حلوة "أشفيلك".. عايز تضحك هجيبلك أكتر حد يضحكك.. أكشن وماله.. وفي 2012 عايز تحرش: "خووووووود".