مثل كل جيلي بدأت حكايتي مع وردة كأي طفل تعلق بأغنية "أنا عندي بغبغان" في سنوات طفولته، وقتها لم أكن أعرف اسم من تغني ولكني أحببت كل شيء فيها ببراءة.
ولم أنس حتى الآن ذلك "الكشك" الذي تواجد على بعد أمتار من بيتنا، فقد عاصرت مع صاحب هذا الكشك مرحلة أواخر الثمينينات وأوائل التسعينات بكل ما فيها من أغنيات ناجحة.
الراجل كان أما يمسك في أغنية يقعد شهرين يشغلها بدون انقطاع لغاية ما يزهق أهلينا، لكن بصراحة لما بفتكر أن الأغاني دي لسه عايشة لحد دلوقت بقول أن كان عنده حق.
أبرزها ثلاثية سميرة سعيد "علمناه الحب.. قال جاني بعد يومين.. مش هاتنازل عنك"، وكانت وردة هي مطربته المفضلة التي لا يمر علينا يوم دون أن نسمع صوتها يخرج من "الكاسيت الناشونال".
وعندما تخطيت في مرحلة المراهقة وبدأت شخصيتي وذوقي في التكون كان أول ما لفت انتباهي لوردة من أغنيات هي رائعة "أكدب عليك"، ورغم أن مدتها 55 دقيقة لكن عندي طول بال للاستمتاع بها كاملة.
بدأت التنقيب في أغنيات وردة فاكشتفت راوئع لم أكن أعلم عنها شيء مثل "في يوم وليلة .. خليك هنا خليك .. حكايتي مع الزمان .. قال أيه بيسألوني".
مع الإبحار في أعماق تاريخ هذا الصوت الخلاب وجدت كنوز دفينة مثل "أحضنوا الأيام .. العيون السود .. مستحيل.. بودعك.. أسمعوني".
لم يقتصر الأمر على الأغاني الطربية الطويلة ولكن كان هناك أغاني قصيرة مميزة في مشوارها مثل "لولا الملامة.. ليالينا.. طب وأنا مالي.. بتونس بيك.. حرمت أحبك".
أغانيها تنوعت بين الحزن والفرح والرومانسية والعتاب والهجر، دخلت كل المناطق وغنت لكل الناس ولكل شيء، ولذلك حين علمت بخبر وفاتها لم أحزن كثيرا لأنني أعلم أن "الماوس يعرف طريقه لـ فولدر وردة لا أراديا".
تابعني على تويتر