2011 لم تُسقط فقط زعماء سياسيين رحلوا عن سلطتهم ما بين هارب ومسجون ومقتول، ولكنها أزاحت من الساحة الفنية والإعلامية أسماء وقعوا ضحايا لآرائهم وتصريحاتهم وأفعالهم.
وفي المقابل، نجح آخرون في استغلال هذا العام "الاستثنائي" بشكل جيد، ما بين تحقيق نجاحات لم يصلوا لها من قبل، أو ظهور ربما انتظروه طويلا.
ويرصد FilFan.com قائمة بعشر أشخاص ارتفعت أسهمهم في 2011، وعشر آخرين ربما يكرهون هذا العام ويضعون عدا تنازليا لنهايته.
وفيما يخص النجوم اللذين تألقوا في 2011، فالقائمة تضم أسماء كانت متواجدة قبل ذلك، ولكن لم تحقق ذلك الكم من الانتشار، وأسماء أخرى لم تكن موجودة في الأساس، بالإضافة لأسماء غائبة منذ سنوات كثيرة وعادت هذا العام.
أما القائمة الأخرى، فبعضهم انخفضت شعبيتهم كثيرا بفضل آرائهم السياسية خلال الثورة وبعدها، وستجد جميعهم اختفوا من الساحة هذا العام، حتى وإن تواجدوا بأعمالهم، وتضم القائمة أيضا أسماء لم تفعل شيئا استفز الجمهور، ولكنهم لم يستطيعوا مواصلة نجاح حققوه في الأعوام الماضية.
2011 تحب هؤلاء
يسري فودة
لن أعطي حُكما لا يستند على إحصائية أو استفتاءات، ولكن من لا يعتبره المذيع الأبرز في مصر بعام 2011، عليه أن يراجع رأيه، فالمذيع المخضرم نجح في مزاحمة أسماء أخرى لا يعرف المصريين غيرها، وأصبح برنامجه "آخر كلام" برنامج "التوك شو" المفضل لدى الكثيرين، الغريب في الأمر أن فودة لم يكن معروفا لدى غالبية المصريين قبل ذلك، رغم كونه أحد أشهر مذيعي "الجزيرة" منذ سنوات طويلة، ورغم شهرته إلى حد كبير في الخارج.
ريم ماجد
قبل 2011 كان الحديث عن مشاهير المذيعات في مصر يختص بأسماء معينة لعل أبرزها منى الشاذلي ولميس الحديدي، وبالتأكيد ليس من بينها ريم ماجد، عقب الثورة الأمر اختلف، واستطاعت المذيعة الشابة جذب الانتباه بآرائها الثورية وأسلوبها المصري البسيط وشجاعتها في توجيه النقد لأي شخص في السلطة، أيضا من أهم أسباب نجاحات ريم كون برنامجها "بلدنا بالمصري" يُعرض في وقت مبكر نسبيا بالمقارنة مع برامج "التوك شو" الأخرى، وهو ما أعطاها فرصة إضافية للمشاهدة.
باسم يوسف
لم يكن باسم متواجدا على الساحة في الأساس قبل 2011، ولكن ما حققه في شهور قليلة يجعله متواجدا في هذه القائمة بإجماع كثيرين، واستطاع باسم جذب الانتباه بأسلوبه الساخر غير المعتاد في مصر، فضلا عن تجربته الفريدة من نوعها التي نراها في مصر للمرة الأولى، بعد أن حقق شهرة واسعة ببرنامجه رغم بثه عبر الإنترنت فقط، ونقل التجربة لشاشات التليفزيون محافظا على النجاح ذاته، ومحققا انتشارا أكبر.
حمزة نمرة
حقق حمزة في السنوات الأخيرة نجاحا جيدا بفضل اللون الموسيقي المميز الذي بدأ به، ولكن كانت المشكلة الرئيسية له دائما هي الشهرة، فالمطرب الشاب كان معروفا في طبقات بعينها فقط، وهي المشكلة التي تغلب عليها في 2011، أو بمعنى أدق "ساعدته 2011"، بعدما التف الجمهور حول أغنياته الثورية التي تعبر عن حالهم، ليُثبت حمزة أنه يستحق ذلك بطرح ألبوم مميز في صيف العام.
رامي عصام
طرح رامي بعض الأغنيات قبل الثورة، ولكنه ربما كان معروفا في مدينته فقط "المنصورة"، ليتحول بعد 25 يناير لشخصا آخر، ويلقبه الكثيرون بمطرب الثورة، والذين يرون أنه يستحق اللقب بعدما شاركهم، ويُحسب لرامي نجاحه في تنفيذ أغنيات تحمل روح الميدان، والتي استقبلها الجمهور بترحاب بعدما خرجت من بينهم، ولمسوا فيها ما خرجوا من منازلهم من أجله، وفي شهور قليلة وصلت شهرة رامي للخارج، وتم تكريمه في أكثر من عاصمة أوروبية.
كايروكي
قد يكون أمير عيد ورفاقه من أسعد صُناع الموسيقى في 2011، بعدما وصلوا للشهرة التي يسعون إليها منذ سنوات، فالفريق الغنائي يغني منذ وقت طويل، ولكنهم يعانون من المشكلة الكبرى لمن هم في حالتهم، الشهرة ضيقة الانتشار المقتصرة على بعض فئات الجمهور، نجاحات "كايروكي" لم تقتصر فقط على طرح ألبوم استمع إليه مئات الآلاف، أو أغنية رددها الملايين، ولكنهم في 5 شهور فقط ظهروا بصوتهم وموسيقاهم في إعلان أكبر شركتين للمياة الغازية في العالم، ما يثبت أن النجاح لم يكن صدفه لن تتكرر.
عايدة الأيوبي
اختفت الفنانة الكبيرة لسنوات قبل أن تقرر الظهور لمرتين في 2011، وعادت الأيوبي بعد الثورة مباشرة بأغنية ربما لم تحقق الانتشار الكبير بالمقارنة مع الأغنية التي ظهرت بها في الشهور الأخيرة من العام، وتألقت عايدة في أغنية "يا الميدان" بصوتها المميز وأدائها الذي افتقده الجمهور لسنوات.
خالد الصاوي
إذا كان بعض الممثلين اتجهوا بعد الثورة للحديث فيما يخص السياسية، فبالتأكيد الصاوي ليس من بينهم، فالنجم السينمائي والدرامي صاحب آراء واتجاهات سياسية قبل 25 يناير بكثير، وله مدونة منذ سنوات ربما لما يعرفها البعض سوى بعد الثورة، ولم يكتف الصاوي فقط بما قدمه قبل الثورة، ولكنه كان من أبرز الذين تواجدوا بالميدان، وقادوا المظاهرات بالشوارع على أطرافه، ومع 2011 استمر الصاوي في التألق سواء على شاشات التليفزيون أو السينما.
بسمة
ربما لم تحقق بسمة في 2011 نجاحات عديدة بالمقارنة مع الأعوام السابقة، ولكن علاقتها بالسياسي البارز عمرو حمزاوي جعلها متواجدة بشكل دائم على أكثر من ساحة صحفية، وانتقل اسم الممثلة الشابة من صفحات ونقاشات الفن إلى صفحات السياسة وأحيانا الحوادث، بعد الحادث الشهير الذي تعرضت له مع عضو مجلس الشعب المنتخب، وبالتأكيد أشهر نقاش دار حول بسمة كان ذلك المقال الذي كتبه حمزاوي بصحيفة "الشروق"، وكشف فيه عن حبه للنجمة السينمائية.
توفيق عكاشة
هو أحد الأسماء الشهيرة التي يتداولها الجميع في 2011، بآرائه وخبراته ومعرفته وتعليقاته التي لا تترك شيئا، عزيزي القارئ، لا أجد تفسيرا أو وصفا أكثر من ذلك، ولكنك بالتأكيد تتفهم ما أقصده!
عام ميلادي لا يحبه التالي أسمائهم
طلعت زكريا
إذا كانت العلاقة "المفاجئة" بين زكريا والرئيس المخلوع حسني مبارك كفيلة بتأثر نجوميته بعد الثورة، فإن تصريحاته حول الثورة والثوار أزالت تماما أي إمكانية للحفاظ على جزءا مما حققه في السنوات الأخيرة، ويزداد موقف زكريا سوءا عن الأسماء التالية باعتباره ليس من مؤيدي مبارك فقط أو المناهضين للثورة، ولكن تصريحاته حول "جنس" و"مخدرات" الثوار في الخيام هي التي سببت له أزمة يعيش تبعاتها حاليا بعد فشل فيلمه "الفيل في المنديل"، واتجاهه للعمل في الدراما الكويتية بعدما فشل في تسويق أعماله الدرامية بمصر.
عمرو مصطفى
قبل بداية 2011 كان مصطلح "فوتوشوب" يُستخدم بين مُبرمجي الحاسبات، وأحيانا يتم الحديث عن صور نجمات السينما والموسيقى، ولكن بعد ذلك أصبحت الكلمة مرتبطة بالمقام الأول بالملحن عمرو مصطفى، بعدما أعاد جميع مشاهد القتل والسحل من جانب الأمن للمتظاهرين إلى "الفوتوشوب"، وليست الصور فقط ولكن أيضا مقاطع الفيديو، الغريب في الأمر أنه مازال مستمرا في الإدلاء بتلك التصريحات، وكان آخر تصريح له قبل أسابيع قليلة، ويبدو أن الحل سيكون في أن تُبرز شركة Adobe المالكة للبرنامج في إعلاناتها عبارة تشرح بأن برنامجها يختص في استخدامات الصور فقط وليس الفيديو.
غادة عبد الرازق
بينما كان الثوار في التحرير يتصدون للجمال والخيول بالموقعة الشهيرة، كانت غادة عبد الرازق تسير بميدان مصطفى محمود حاملة صورة مبارك وتقبلها، مرددة "مش هيمشي مش هيمشي"، فكانت النتيجة الطبيعية أن يؤثر المشهد على مسيرتها الفنية التي كانت إلى مدى بعيد بها، ويختفي نجم الممثلة السينمائية والتليفزيونية طيلة العام.
عادل إمام
البعض تعامل مع النجم الكبير باعتباره أحد رموز النظام السابق الذي لابد أن يختفي من محيط رؤيتهم، وتذكر الكثيرون مواقف إمام المؤيدة للرئيس المخلوع، وتداول النشطاء فيديو شهير له مع عمرو الليثي يُعرف بفيديو "هو مبارك عمل إيه علشان يتهاجم"، وحتى هذه اللحظات لم يقدم الزعيم ما يثبت أنه يستطيع يتجاوز كل ذلك.
محمد صبحي
لا شك أن صبحي قيمة كبيرة تتعدى كونه فقط مجرد ممثل، ولكن تصريحاته المتأرجحة حول الثورة والسياسة بشكل عام أثرت عليه كفنان، فهو تارة لديه بعض الثورة، وتارة أخرى يكون مؤيدا لها، وأحيانا ينشغل بالإدلاء بتصريحات يرفض بها تعيينه وزيرا للثقافة أو الإعلام، وفي مقابل ذلك لم يظهر صبحي فنيا في 2011، ولم يتحدث عن مشروعات فنية كان دائما ما يكشف عن تفاصيلها.
تامر حسني
"هما اللي قالولي .. هما اللي قالولي"، هكذا ردد تامر حسني جملة واحدة في فيديو التقطه البعض له في فناء إحدى البنايات المتواجدة بميدان التحرير، بعدما تعرض للضرب على يد الثوار حينما حاول دخول الميدان للدفاع عن نفسه وإقناعهم بأنه ليس ضدهم، الموقف السابق حدث بعدما أدلى النجم الشاب بتصريحات رافضة للثورة ومؤيدة لحُكم مبارك، وأثر هذا الموقف على حسني في بقية اشهر 2011، بعدما ارتبط اسمه بتلك الواقعة.
هشام الجخ
ظهر هشام الجخ قبل الثورة بفترة قصيرة، ولكنه نجح في الوصول للجمهور بكلماته التي تُجسد المأساة التي يعيشون فيها، فضلا عن طريقة إلقاءه المميزة، ولكن بعد الثورة لم يحافظ الشاعر الشاب على ذلك بشكل كبير، وربما كان السبب أزمته الشهيرة التي يُتهم فيها بسرقة أشعار عبد السليم ستار ونسبها إليه، وعلى الرغم من أن الجخ كشف طرح أعمال شعرية جديدة في النصف الثاني من 2011، فإنها بالطبع لا تحتل ذاكرة المستمع بالمقارنة مع "جحا" و"التأشيرة".
محمود سعد
الأمر يختلف نوعا ما مع محمود سعد، فهو استطاع اللحاق بنفسه من قائمة "الفلول" بعدما أخذ خطا ثوريا قبل الثورة بأيام قليلة، والتعبير عن إعجابه بثورة تونس والتلميح برغبته في حدوث ذلك بمصر، ولكن يبدو أن نجومية سعد كانت ترتبط بالتليفزيون المصري، فالإعلامي المخضرم استمر لسنوات طويلة داخل جدران مؤسسة واحدة، فكان من الطبيعي أن يتأثر بعدما تنقل بين قناتين مختلفتين في شهور قليلة.
عمرو أديب
لسنوات طويلة، حافظ أديب على نجاحاته كمذيعا برغم كونه يظهر عبر شاشة مشفرة، ودائما ما كان برنامج "القاهرة اليوم" هو الأول دائما بين برامج "التوك شو" في الاستفتاءات المتعددة، ولكن الأمر السابق اختلف بعض الشيء بعد الثورة، وربما يتحمل أديب جزءا كبيرا من ذلك، بعد أن أصاب المشاهدين بحيرة كبيرة بآرائه، فهو أحيانا مع الثوار إلى حد كبير، ولكنه قد ينتقدهم فيما مالا يصلح به النقد، وأحيانا أخرى يقف في صف الإسلاميين تجاه أصحاب الفكر الليبرالي، ثم يعكس ذلك بعد قليل.
عفاف شعيب
ليست الأزمة في "البيتزا" التي تحدثت عنها الفنانة القديرة ولخصت بها وجهة نظرها كمعارضة للثورة، ولكن الأزمة الحقيقية في المبررات التي ساقتها شعيب بعد ذلك للدفاع عن نفسها، على سبيل المثال محاولة إثبات أن الشعب المصري بأكمله يتغذى على "البيتزا" في وجباته الرئيسية بكل زمان ومكان، ثم إعادة حملات النقد بحقها إلى أن البعض أصابته حالة من الغيرة بعدما حققت نجاحات كبيرة في دراما 2010، لتكون النتيجة عدم تذكر كثيرين لأعمالها الدرامية في 2011.