السيد المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين والسادة مكتب الإرشاد.
تحية طيبة وبعد...
نعلم تماما أنكم تريدون مجلس منتخب يملك الشرعية لكي يكون قوة في مواجهة المجلس العسكري وليكون ممثل حقيقي للشعب.
ولكن إذا تمت الانتخابات في موعدها في ظل الانفلات الأمني وفي ظل غياب الأمن فهي باطلة قانونا وهو مايسهل إثباته، بالإضافة إلى أن ميدان التحرير الذي لن يشترك في الانتخابات لن يعترف بتلك الانتخابات على الإطلاق.
بل سيعتبر هذا المجلس باطلا وميدان التحرير شئتم أم أبيتم هو جزء أصيل من الشعب، وذو صوت مسموع وأنتم لا ترغبون أبدا في أن يقيم ميدان التحرير مليونيات تهدف لا لإسقاط المجلس العسكري، بل لاسقاط مجلس الشعب المشبوه من وجهة نظر ميدان التحرير.
ببساطة الانتخابات لو تمت في ميعادها لن يشارك فيها سوى الإخوان والفلول وهو ما يمكن إثباته من أعداد المشاركين نظرا لغياب الأمن وهو ما لا يرتضيه أي مواطن يريد الديمقراطية الحقيقية.
ليصبح مجلس الشعب الجديد في مواجهة تحديين أساسيين: أولهم هو أحكام قضائية ببطلان هذا المجلس لأنه تم في غياب الأمن، وثانيهم مليونيات ميدان التحرير ضد المجلس العسكري ومجلس الشعب سويا، والتي سيقابلها المجلس بالعنف المفرط والقتل لتنسب تهمة القتل في هذه اللحظة إلى المجلس العسكري ومجلس الشعب نفسه، الذي يتمثل جزء كبير منه في الإخوان ليعتبر الشعب الإخوان قتلة الشعب مثلهم مثل المجلس العسكري.
ومع بعض الأحكام القضائية ومليونيات التحرير ضد مجلس الشعب الجديد أو إحداهما يمكن أن تعاد هذه الانتخابات، وهو ما لا يخدم مصلحة مصر، بل يخدم فقط مصلحة المجلس العسكري الذي نعلم جميعا أنكم تريدون التخلص منه قبل أي قوى سياسية في مصر.
ما يحدث الآن هو مكيده من المجلس العسكري للوقيعة الأبدية بين الإخوان والشعب.
وفي النهاية لن ينال الإخوان المجلس الذي ينقل مصر إلى الديمقراطية، بل سيكسب الإخوان عداوة الشعب وعداوة ميدان التحرير الذي سينادي يقينا بمليونيات بإسقاط مجلس شعب لم يشترك الميدان في اختياره وتم في غياب الأمن.
لا أقول لقيادات الإخوان انضمو للشعب الآن ولا أدعي أني أعلم من قيادات الإخوان لكن أتمنى أن توضع هذه الاعتبارات في الحسبان لأنها اعتبارات منطقية تهدم فكرة مجلس الشعب التي يراها الإخوان هي الحل مع أنه ليس الحل.