كنت كتبت مقاله اسمها لعبه المستهبله بنتقد فيه الجيش وبأكد على شواهد كتير تؤكد نظريه المؤامره ... المقاله انتشرت جداً ونقلها اكتر من موقع اخباري علي الانترنت ... استغربت جداً من رد فعل الناس اللي غالبيته ايجابي علي المقاله رغم اني ساعتها كنت من أوائل اللي خبطوا في الجيش.
ورغم اني كنت متوقع ان الناس هتنتقدني بشراسه عشان بخبط في الجيش اللي بالنسبالنا كلنا آخر صمام امان الا ان الانتقاد كان قليل جداً (ساعتها كنت بنتقد التباطؤ الغير مبرر من الجيش في تغيير حكومه شفيق) ... المهم قعدت افكر ايه سر نجاح المقاله دي بالشكل ده؟
نشرت مقاله بعدها برضه عن الجيش، ورغم انها كانت اهدا انما كان برضه فيها انتقاد للجيش ،انما المره دي محدش قرا المقاله تقريباً ... قعدت افكر ايه الفرق بين المقالتين، واكتشفت في الآخر ان الفرق الوحيد ان المقاله التانيه مكانش فيها نظريه المؤامرة.
لازم نعترف ان الميل الطبيعي للشخصية المصرية ناحية نظرية المؤامرة يعتبر من اهم الحاجات اللي نجحت الثورة لحد دلوقت ... لأن حصل وبيحصل بالفعل مؤامرات كثيرة سواء فرديه أو منظمة لإجهاض الثورة "بس على مين" كلنا كنا مفتحين عنينا ولأي حاجه بتحصل، زي الفوضي المنظمه، أو انسحاب الشرطة أو حرق كنيسة اثناء الثوره في العريش ... وعشان الميل اللي عندنا إلى تصديق نظرية المؤامرة منجحتش محاوله تخويف الناس وبسرعه فهم الكل اللعبة ومأثرتش فيهم.
انا فاكر اني كلمت اصدقاء مسيحيين وقولتلهم بعد انسحاب الشرطه يوم جمعه الغضب، ان مافضلش غير الكارت الطائفي يلعبوا بيه وممكن يدمروا كنيسه، وبعدها بيومين اتحرق جزء من كنيسه فاضيه في العريش، وساعتها صحابي المسيحيين طمنوني وقالولي انها مش هتخيل علي حد، وساعتها فعلاً محدش اتضحك عليه.
بس برضه كان جزء من توقعي وتوقع ناس كتير للفتره اللي جايه، ان طبيعي بما ان الشرطه اقل ومالهمش هيبه ان الجرايم هتزيد ... طبيعي ان فيه ناس كتير من المعدمين في العشوائيات مش لاقيين ياكلوا ولازم هيتحول جزء منهم للإجرام ... كمثال: خمسين حصان ماتوا في نزله السمان من الجوع ... دول حصنه الفقرا من العاملين بالسياحه في الهرم، و الحصان ده تحويشه العمر بالنسباله، تفتكروا دول ممكن يعملوا ايه الايام اللي جايه لما هما كمان هيبدئوا يجوعوا؟؟
انا لا استطيع انكار ان فيه مؤامرات حتي الآن، ولكن خوفي ان الميل إلى تصديق نظريه المؤامره يخلينا مناخدش المشاكل بجديه ... فيه ناس بتبالغ في انكار ان فيه بلطجه أو انفلات امني وكأن الانكار ده هو قمه الدفاع عن الثورة ... مع إن وضع كل حاجه في حجمها الحقيقي هو اللي هيخلينا نبذل مجهود مساوي لحجم المشكله الحقيقي، فنحلها ونبقى بجد دافعنا عن الثورة.
يعني مثال: كتبت عندي علي الفيس بوك علي موضوع نزله السمان والخمسين حصان، ولقيت ناس بتقولي بسخريه انت صدقت كلام أمن الدولة؟
أول ما قال كلمة (أمن الدولة) لقيت ناس فوراً اهتمامها قل بالموضوع، وكأن خلاص الدنيا اتحلت ... و بقي ده الحل لأي مشكله دلوقتي ... تصحى الصبح تسمع عن اي مشكلة او فوضي ... تقوم تقلق ... يروح واحد قايل ان اكيد (أمن الدولة) هما اللي ورا الموضوع ... نروح نهدا ونستريح وننسى المشكلة تماماً ونقعد نلعن سلسفيل أمن الدولة
أنا شخصياً لا ابريء أمن الدولة، ولا طايق المؤسسة دي خالص (احنا مش هنعرف الحقايق بالظبط إلا بعد تلاتين أربعين سنه)... أنا بس خايف ان الحل السهل ده يعمينا عن المشاكل الحقيقية.
يعني مثلاً لما كنيسه إطفيح اتحرقت، حصلي انا شخصياً وناس كتير نفس السيناريو اللي شرحته ... اترعبت وكلمت ناس كتير ... بس بعدها طلع التفسير بتاع أمن الدولة اللي هداني وهدا ناس كتير ... المشكله بقي ان التفسير ده من كتر ما هدا الناس خلاهم يستخفوا بالموضوع ... الجرايد خففته وكتبت عنه مقالات صغيره، والتلفزيون حوله لمشكلة صغيرة وانتهت ... ومن كتر مالموضوع بقي صغير عند الناس، بقت الغالبية مستغربه هما ليه فيه مسيحيين متظاهريين قدام ماسبيرو وده خلق احتقان من مسلمين شايف ان المسيحيين مزودنها قوي.
مش عاوزين نظرية المؤامرة تعمينا عن ان البوظان اللي عمله النظام القديم في العلاقة بين المسلمين والمسيحيين مش ممكن يتصلح في شهر ... واللي بيقولوا طب كانت فين الفتنه ايام الثوره اقولهم : متعممش اخلاق ميدان التحرير على مصر كلها ... أنا بسمي اللي الثوره غيرتهم "المصريين الجداد" واللي لسه زي ما هما "المصريين القدام" و قمه التفاؤل اننا نبقي حولنا نص المصريين، لمصريين جداد في ١٨ يوم
مثال مشابه: برضه ما كانش فيه تحرش في ميدان التحرير .... لغايه يوم تنحي مبارك ... يوميها نزل (المصريين القدام) معانا يهيصوا ... ساعتها التحرش رجع تاني "مش بنفس الحجم" بس وصلت لدرجه ان مراسله امريكية اتحرشوا بيها تحرش جماعي في ميدان التحرير، واتكرر الموضوع تاني (الجمعه اللي بعدها) مع مصرية
الواقعيه بتقول ان نص مصر علي الاقل لسه زي ما هما... وفيه مشاكل حقيقيه لازم نحلها... التحرش مثلاً هيرجع تاني مية في المية لو اسبابه متحلتش ... الطاقة الوطنية عند الشباب هتبدأ في الانحسار قدام تعاظم الكبت الجنسي ... وهتبقى مصيبة لو برضه قلنا أمن الدولة اللي وراهم ومحلناش المشكلة.
علاقة المسلمين والمسيحيين فيها كذا قنبلة موقوته، من اهم اسباب الاحتقان، ولازم يتشافلهم حل ... زي بناء الكنائس ، وزي مشاكل تغيير الاديان اللي تسعين في المية منها بتبقى قصص حب ... لو عرفنا نعالج المشاكل الحقيقيه دي وعرفنا نعمل نظام للتعامل معاها، لا أمن الدولة ولا الجن الازرق هيعرف يوقع بين الناس.
أنا خايف نوصل لمرحلة ان لو حصل زلزال هنقول أمن الدولة هو اللي وراه ... وخايف نفضل نقول أمن الدولة على كل حاجه وننسى ان فيه حاجات لازم تتحل في كل ملف يا إلا هينفجر.