أعلن الموسيقار الكبير عمار الشريعي أنه غير نادم على تقديمه أغنيتي "اخترناه" و"أول طلعة جوية" بسبب توقيت صدور كل منهما، مشيرا إلى أن باقي الأغاني التي قدمها للرئيس السابق محمد حسني مبارك كانت بطلب من صفوت الشريف.
قال الشريعي: "لم أندم على أغنيتين قدمتهما للرئيس السابق وهما (اخترناه) و(أول طلعة جوية)، فتوقيت الأولى كان مناسباً بعد الهجمة الإرهابية التي تعرضت لها مصر، وشعرت وقتها أنني والرئيس في خندق واحد ونقف جميعا ضد الإرهاب، ولاقتناعي بأن الفن يلعب دوراً في التقريب بين الرئيس والشعب تحمست للأغنية"، حسب صحيفة "المصري اليوم".
وتابع: أما الثانية، فكنت مؤيداً لمناخ الحرية الذي بدأ وقتها، وكانت الأغنية تحث على الحرية، فيما عدا ذلك، كل ما قدمته كان بمثابة أغنيات لـ"فرح العمدة" حسب تعبير السيد صفوت الشريف، عندما رفضت عمل أغنية للرئيس، فاتصل بي ليقنعني، ودار بيننا حديث طويل، كنت خلاله عصبياً، لكنه قابلني بهدوء شديد، وقال لي: "إحنا أصحاب الفرح وعايزينك تعمل لنا أغنية للعريس وتحصل على هذا المبلغ وعليه بوسة، فهل العريس لا يستحق ذلك؟"، وبالفعل أقنعني وقدمت أربع أغنيات.
أما عن احتفالات أكتوبر التي امتنع عنها الشريعي منذ 2000، فقال:"لا أندم على حفلات أكتوبر التي قدمتها لفترة طويلة، وشرف لأي ملحن مصري أن يقدم أغنيات للجيش ونصر أكتوبر العظيم، وكانت فرصة كبيرة لتقديم أعمال متميزة نظراً للإمكانيات المتوفرة من أوركسترا ومطربين، ولا يوجد ملحن مصري يرفض هذا العرض، ولن أنكر أنني في هذه الفترة كنت (ماسك العصا من المنتصف)، لكن بعد أغنية "عربية يا أرض فلسطين"، قررت عدم العمل في حفلات أكتوبر.
وعما تردد مؤخرا أن قادة الإذاعة والتليفزيون المصري رفعوا قضية ضد الشريعي لتطاوله عليهم، فقال: "إذا أقدموا على ذلك، فمرحبا بهم في ساحة القضاء المصري، وربما يجعل الله على يد الضعيف مخرجا للإذاعة المصرية من حالة التدهور وسوء الإدارة لتعود قوية محترمة تربي أجيالاً، لأنني واحد من الذين تربوا على صوت الإذاعة، وأثق أن القضية في صالحي".
وأشار الشريعي إلى أن أفضل أغنية سمعها في الثورة هي "إزاي" لمحمد منير، وأن مقابل تصريحاته في برنامج "العاشرة مساءا" تلقى رسائل تهديدية وشتائم نابية للابتعاد عن المتظاهرين، وذلك بعد إصابته بجلطة أثناء تواجده في الميدان.
وللشريعي نوادر أثناء تواجده بالميدان حيث قال: "قضيت أحلى ٩٠ دقيقة في حياتي، وكنت منفعلاً، ولم أتصور هذا الكم من الحب الذي وجدته بمجرد وصولي هناك، وطلب مني المتظاهرون أن أقول كلمة، فوقفت على كرسي وأمسكت بالميكروفون وقلت لهم (شدوا حيلكم يا شباب، النصر ما هو إلا صبر ساعة وفاضل على الحلو دقة)".
وتابع: وأثناء خروجي من الميدان فوجئت بعدد كبير من شباب الإخوان المسلمين يصافحونني ويقبلونني، وأكدوا لي اعتزازهم بي وبأعمالي، ووقعت في حيرة، لأن مفهومي عن الإخوان المسلمين أنهم يرفضون الموسيقى والغناء، ولابد أن أشكر القوات المسلحة، فمنذ وصولي، استقبلني ضابط وأشهد أنه كان على استعداد أن يفديني بحياته، وقال لي: (أعتمد عليّ)، فقلت له (شكلك جامد)، وبالفعل أفسح الطريق أمامي حتى وصلت لمنتصف الميدان، وبعد أن عدنا إلى حديقة جامعة الدول العربية، قال ضاحكا للموجودين: (ذهبت لأحمي الأستاذ عمار لكنه هو من حماني).
يذكر أن الشريعي كان مساندا للثورة منذ بدايتها في 25 يناير، وشارك في المظاهرات مطالبا بإسقاط النظام.