رحل زين العابدين وترك الغنوشي الموالي للنظام، ورحل مبارك وترك شفيق الموالي للنظام...إذا عذرا شفيق أنت غنوشي ...هل تأمن الغنوشي علي تونس؟؟ بالطبع لا ...هل تستطيع مناشدة إخواننا في تونس قبوله وانتظار ما سيحدث منه؟؟ بالطبع لا...هذا هو الحال في مصر لايمكننا ائتمان الغنوشي المصري علي مصر.
الرئيس مبارك كان يختار أعوانه بناء علي مبدأين أولهما الولاء ثم الكفاءة، أما في حالة أزمة 25 يناير فكان يتحتم عليه أن يغير طريقته فتوجب عليه يختار على أساس أربعة مبادئ هم: الولاء ثم الولاء ثم الولاء ثم الكفاءة، وهذا ما نراه مع الفريق أحمد شفيق الذي عمل مساعدا لمبارك في حرب أكتوبر، ولا أقلل من بطولتهما سويا في هذه الحرب، لكني أقول إن الولاء العسكري هو أكبر من أي ولاء في العالم، وأثق في أن الفريق شفيق في غاية الولاء لمعلمه مبارك، لكن دعونا من الولاء ودعونا نتوجه لتحليلات موضوعية عن شفيق.
شفيق خرج علينا واعدا بعدم المساس بالمتظاهرين في التحرير، ولو على رقبته، وصباحا تم قنص وقتل المتظاهرين، وخروج البلطجية عليهم، ولو كانت تلك الجريمة تمت في خمس دقائق، لكان يمكننا أن نعذره بالجهل، لكن الجريمة تمت على مدى 14 ساعة على الهواء مباشرة، ورآها العالم كله، وكان بمنتهى البساطة يمكنه إرسال "بوكسين" شرطة لضرب بعض الطلق الناري في الهواء لإبعاد البلطجية.
وفي حال عدم استطاعته، كان يتوجب عليه تقديم استقالته الفورية، احتراما لكلمته، وأرجو من كل مسئول نطالبه بالرحيل أن يكف عن التحجج بأنه في كرسيه حرصا على أمن البلاد، وحتي لا يكون هاربا من المسئولية، اكتفينا بهذه الكلمات من الرئيس مبارك.
ثانيا الثورة قامت للتغير، فيتوجب علي المسئولين الآن التحلي بروح التغير، وأن ينقلوا للمصريين شعورهم بأنهم غاضبون من فساد النظام القديم، ويودون تغيره ومحاسبته، لكن الفريق أحمد شفيق يُجر جرا ليغير شيئا، ويُدفع دفعا ليتخذ قرارا به إصلاح أو محاسبة، ولا يتحلي بأي روح ثورية منادية للتغير، بل تقع عليه مسئولية التخاذل في معاقبة قتلى الشهداء، والتخاذل في استرداد ثروات مصر التي ينادي بها الجميع.
الفريق شفيق غير مقتنع حتى يومنا هذا بالثورة، وذكرها في آخر تصريحاته بأنها حركة إصلاحية جيدة!!! ولا ننسي له "البونبوني" الذي وعد بإحضاره لنا إلى التحرير، ولم يحضره لأنه لا ينفذ ما يقول كما تعهده بسلامة الشهداء، أما أهم بند يحتم رحيل شفيق أو أي شخص كان ينتمي للنظام في موقع رئيس الوزارء هو المعركة المصيرية، والمعركة المصيرية هي انتخابات الرئاسة القادمة.
يتم الآن التحضير لهذه الانتخابات ببعض التدابير مثل: قلب النظام الإعلامي الموالي ليكون معارضا، لنري القنوات المصرية بنفس قيادتها أسامه الشيخ، و قد غيرت جلدها لتصبح معارضة، ولنري قطاع الأخبار المصري بقيادة عبد اللطيف المناوي، الذي دلس على الثورة، وكانت أهم عناوينه هي: تأجيل معرض الكتاب، وذلك في أكثر أيام الثورة المصرية حشدا، ينقلب على النظام القديم، ليصبح كقناة "الجزيرة"، ولنرى "الأهرام" و"الأخبار" و"روزاليوسف" بقيادتهم التي كانت تركع أمام مبارك مثل أسامة ثريا وممتاز القط وعبد الله كمال، ينقلبون ضد النظام القديم ليصبحو في جبهة الثوار.
لكن كيف يمكن أن يكون هذا "الانقلاب" هو تحضير للانتخابات الرئاسية؟؟ أقول إن هؤلاء القادة منبوذين من الثوار، ويحميهم فلول النظام القديم، فلو انقلبو ضد هؤلاء الفلول فسيكون مصيرهم الطرد، لكن الواقع أنهم مازالو في أماكنهم، إذا فالحقيقة أن فلول النظام ليسو بغاضبين عليهم، بل أنه هناك اتفاق بينهم على أن ينقلبوا عليهم صوريا، ليكسبوا الرأي العام بأن تلك القنوات والصحف أصبحت ذات اتجاه محايد أو ثوري، حتي نصل إلى انتخابات الرئاسة وهنا دورهم الحقيقي.
بالطبع ستكون الحكومة والجيش في صف أحد المرشحين، وهذا من حقهم، ولنفترض أن المرشحين هم: أحمد زويل والبرادعي وعمرو موسي وحمدين صباحي وكمال الجنزوري، ومن حق كل فرد فينا أن يفكر لمن ستنحاز الحكومة وقتها، لكن النتيجة واحدة، وهي أنه إذا كانت الحكومة ذات سيطرة على الوزارات السيادية وهي: الداخلية والإعلام والعدل، فذلك سيرجح كفة ميزان أحد المرشحين ضد الآخرين.
هل تريدون أن يبقى شفيق أو غيره الموالي للنظام القديم وفي يده وزارة الداخلية والعدل والإعلام، سواء بوزير أو بأدواته وهي التليفزيون والصحف القومية، لينحازوا لصف مرشح موالي للنظام بطريقة أو بأخرى ضد آخر؟؟
ألم يسحرنا مبارك بخطاب عاطفي أوقعنا في خلاف مع بعضنا؟؟ ألم تغير وجهة نظرك تماما بعد حوار المجلس الأعلى للقوات المسلحة؟؟ إذا الإعلام كالسحر...ألا يمكن إعلاميا أن يشوهوا البرادعي أو زويل لصالح مرشح آخر؟؟ ألم يشوهوا الثورة من قبل حتى أن بعض الناس مازالو مقتنعنين أنها غوغائية حتى الآن؟ أنترك لهم الشرطة والقضاء ليفعلوا ما يريدون ثم نتظاهر بعدها معترضين أم نضع حكومه تكنوقراط الآن تعطي استقلالا فعليا للقضاء، واستقلالا فعليا للإعلام وللشرطة، لتقوم بدورها في الانتخابات الرئاسية القادمة؟
هل تستطيع مواجهة أم شهيد بعد أن تكون تركت شفيق أو غيره الموالين للنظام مسيطرين على المقاليد حتي يختاروا هم الرئيس الجديد لتضيع الثورة؟؟ ليضيع ما مات عليه الشهداء!!...عن نفسي لن أستطيع مواجهتها وسأنزل للتحرير كل جمعة حتى لا تضيع الثورة.