والله أضحكني تعبير هاني جرجس فوزي مخرج فيلم "أحاسيس" (للكبار فقط) عن سعادته بسماح الرقابة بعرض كل مشاهد الفيلم، وهو علي حد قوله "يعني أن الرؤية للسينما أصبحت أكثر تحرراً وجرأة في تقديم وتناول مشاكلنا".
وكأن المجتمع المصري ينتظر مساعدة ماريا وأمثالها لحل مشاكله التي لا حصر لها، وكأن المعاناة والمشاكل التي يواجهها الشعب يوميا تنحصر في "السكس".
وفي رأيي أن هاني جرجس وأمثاله من المرضى بالهوس الجنسي لا يعنيهم "مشاكلنا" في شيء, ولكنهم يبحثون عن أسهل وأرخص وسيلة ممكنة لجذب انتباه الشباب الذين يمثلون غالبية جمهور السينما.
ما الفائدة في عرض قصة فتاة تفشل علاقتها الزوجية بسبب جهلها بالأمور الجنسية؟ ربما كان يجب عليها أن تشاهد بعض الأفلام الإباحية كتدريب قبل الزواج!
وهل بالفعل قضية الجنس تستحق أن نعرضها بصفتها من مشاكل المستوى الأول، وبهذا نكون قد "تناولنا مشاكلنا بحرية وجرأة"؟ هل هذا هو أقصى ما يستطيع تقديمه المؤلفون والمخرجون لبحث مشكلات المجتمع؟
لو المصريين عندهم مشكلة جنسية ماكناش بقينا 80 مليون!
إن قمة الفشل هى أن نختلق مشكلة ونبالغ في عرضها، والأدهى والأمر هو أن نعجز عن وضع أي حل للمشكلة، ونكتفي بالمشاهد الساخنة والدراما المبتذلة كدعاية بمساعدة بعض الممثلين المبتدئين.
عبارات مثل "مشاهد جنسية مبررة فنيا" وسينما متحررة و"بوس هادف" لن تساعد إطلاقا في حل المشاكل الزوجية بل بالعكس ستزيد من حيرة الشباب وتصيبه بمزيد من الإحباط على المدى البعيد.
وأرى أن "الكبار فقط" عندما يشاهدون هذه الأفلام فإن الغالبية العظمى منهم لن يخرجوا من السينما مستفيدين، ولكن أول تعليق غالبا ما نسمعه علي لسان أحدهم هو "قلة أدب وسفالة".
أعتقد أن أفلام الدراما الجنسية قد انقرضت من هوليوود منذ سنوات عديدة، وهو ما يدل علي تأخر السينما المصرية كغيرها من المجالات.
إعلان فيلم "أحاسيس"