تغطية: مهاب ممدوح
تصوير: محمد ممدوح
تحول العرض الخاص لفيلم "هليوبوليس" إلى مطالبة البعض بانتشار أفلام السينما المستقلة، وهو ما تفتقده السينما المصرية، وتجربة المنتج شريف مندور محاولة لإظهار وجه آخر للسينما المصرية.
بدأ العرض الخاص لفيلم "هليوبوليس" وسط حضور جماهيري وإعلامي قوي في تمام التاسعة مساء الخميس الموافق 12 نوفمبر 2009، بدور عرض "جودنيوز" في فندق "جراند حياة" القاهرة، وشهدت المداخل الرئيسية لدور العرض إقبال غير اعتيادي أضطر على إثره إدارة السينما فتح الأبواب للجمهور والإعلاميين والصحفيين.
فور مشاهدة هذا الإقبال أعلنت دور العرض حالة الطوارئ الداخلية وأضطر المديرين محاولين تنظيم الدخول والتحركات داخل القاعة الخارجية لدور العرض، وكذلك تسهيل استقبال ضيوف العرض من النجوم وعلى رأسهم الفنانة لبلبة والفنان محمد متولي وأحمد حداد والمخرج أمير رمسيس والمخرج إبراهيم البطوط.
كما حضر أبطال العمل واحداً تلو الأخر وعلى رأسهم الفنان خالد أبو النجا ويسرا اللوزي وهاني عادل وحنان مطاوع ومروان عزب وسمية الجويني ومحمد بريقع وعاطف يوسف ومدير التصوير محمد لطفي والمنتج شريف مندور ومونتير الفيلم ومخرجه وكاتبه أحمد عبد الله.
قبل بدء العرض بدقائق قليلة صعد الفنان خالد أبو النجا على خشبة المسرح لتحية الجمهور والإعلاميين على حضورهم، واعتذر لهم عن التأخير والتزاحم التي شهدته البوابة الرئيسية للسينما، وأكد على وجود أبطال الفيلم في الجزء العلوي من قاعة العرض وقدمهم للجمهور كلا باسمه وبدورهم قاموا لتحية الجمهور.
مع بداية أحداث الفيلم والمشاهد الأولى للفنان هاني عادل تعالى التصفيق لتحية عادل كذلك مع المشهد الأول للفنان خالد أبو النجا، وبدأت التعليقات تتوالى داخل قاعة العرض على الفيلم، واتخذ بعضهم طريقه للخروج من القاعة لعدم استيعابهم للأحداث.
فور انتهاء عر ض الفيلم توجه جميع أبطاله للمسرح لبدء الندوة الخاصة بالفيلم، وأثناء الندوة تولى الفنان خالد أبو النجا إدارة الندوة وترجمة الحوار إلى اللغة الإنجليزية نظراً لتواجد عدد كبير من الأجانب، وبدأت وقائع المؤتمر بتقديم أبطاله للحضور ثم كلمة اعتذار من المنتج شريف مندور عن بعض الأخطاء الصوتية وأكد أن هذا يرجع إلى دور العرض وليس نسخة الفيلم.
وبدأت أسئلة السادة الإعلاميين بسؤال من أحد السادة الحضور عن كيفية إيجاد مكان جماهيري للأفلام المستقلة وما هو دور المنتجين والممثلين لنجاح تجربة الأفلام المستقلة.
وجاوب المنتج شريف مندور أن الجمهور هو الذي يستطيع أن يقوم بإنجاح تجربة الأفلام المستقلة، وعقب المخرج أحمد عبد الله أنه لا يوجد معركة بين نوعان من الأفلام، وقال إن الفيلم المستقل هو فيلم مستقل في أسلوبه ومنطقة من ناحية الإنتاج.
وتم توجيه سؤال آخر للمخرج حول ما الذي كان يدور في ذهنه أثناء كتابة السيناريو وما هي تكلفة الفيلم
ورد المخرج أحمد عبد الله أن السيناريو مرتبطا ببعض الأفكار المتعلقة بفترة ما، وأن السيناريو تمت كتابته بعيدا عن الطريقة التقليدية لكتابة السيناريو حيث أن الصفحة الواحدة في السيناريو تم كتابة عدد 4 مشاهد بها وذكر أيضا أن معظم الفنانين أبدو استغرابهم لطريقة كتابة السيناريو وكيف أنة لا يوجد حتى حوار بين الممثلين مكتوب في السيناريو، وذكر أيضا أحمد عبد الله أنه حاول أثناء كتابة السيناريو أن يسترجع بعض الذكريات حول أشخاص وأماكن معينة ليبدأ ترتيب الأحداث بطريقة ما حتى يستطيع أن يكتب هذا السيناريو، وكانت الفكرة التي تسيطر علية حين كتب سيناريو قائمة علي أشخاص لا تتطور شخصيتهم أثناء الأحداث ويعتبر أن هذا أصعب شيء في كتابة السيناريو وفي التمثيل أيضا لأنة عادة ترتبط فكرة كتابة السيناريو بتطور الشخصية بشكل كلاسيكي بحت، لكنة حاول أن يكسر هذه القاعدة في كتابة السيناريو، حيث أنه وجد أن الشخصيات في الواقع قد لا تتغير مهما مر عليها من وقت.
وعقب المنتج شريف مندور علي تكلفة الفيلم وشرح كيف تم توفير بنود في الإنتاج للتقليل من التكلفة الإنتاجية للفيلم وقال أنه "وفر دلع الممثلين" لأن الممثلين كانوا يحاربون معهم، حيث أنهم كانوا يعملوا في ظروف غير آدمية بدون كرفانات تصوير وأشياء أخري كثيرة كانت تحقق لهم سبل الراحة أثناء التصوير، وأيضا مشاركة الممثلين بأجورهم في الإنتاج وفريق العمل أيضا كان يعمل أكثر من 16 ساعة عمل في اليوم الواحد، كل ذلك ساعد في تقليل مبلغ إنتاج العمل، ولم يعلن التكلفة الإنتاجية للعمل.
وسأل صحفي آخر حول تصنيف الفيلم وما هي الرسالة التي يريد الفيلم توجيهها؟
وأجاب المنتج شريف مندور على السؤال قائلا إن تصنيف الفيلم كفيلم سينما مستقلة هو نابع من استقلال الفيلم بطريقة إنتاجه جديدة بعيدة عن التكلفة المعتادة في الأفلام هذه الأيام وأن موضوع التكلفة الإنتاجية للفيلم لا يعيب الفيلم في شيء وإن تعبير السينما المستقلة هو تعبير موجود من قبل وشائع جدا في السينما العالمية، وعقب المخرج حول رسالة الفيلم أن الفيلم عملية تفاعلية بين الفيلم والجمهور وأن الفيلم يشبه لعبة الكلمات المتقاطعة والمشاهد ممكن أن يرى الحل ورسالة الفيلم دعوة لرجوع الأجانب، وممكن أن يرى مشاهد ثاني حل آخر مختلف لرسالة الفيلم وقد تختلف جميع هذه الحلول مع الرسالة الحقيقة التي كان يراها هو كمؤلف أثناء متابعة السيناريو، وذكر للصحفي أنه قد لا يجد اللذة الحقيقة للفيلم إذا ما ذكر له ما هي الرسالة التي كان يقصدها في الفيلم، وتابع قائلا الفيلم مهدى إلى الوقت الذي كانت مصر فيه مليئة بالتعددية والثقافات المغايرة التي تعيش معا علي ارض واحدة.
استمرت الأسئلة حول أحداث العمل السينمائي في علاقة العسكري الذي كان دورة صامتا طوال الفيلم مع الكلب، ولماذا طوال أحداث الفيلم يأكل الكلب والعسكري في نفس الوقت، وابدوا الصحفيين إعجابهم الشديد بأداء "محمد بريق" الذي قام بهذا الدور.
بعدها المسئول الإعلامي قال نستغل إعجاب الصحفيين بالوجوه الجديدة ونعطيهم الفرصة لتقديم أنفسهم، وبالفعل قام كل المشاركين في العمل السينمائي بإلقاء كلمة بسيطة عن نفسه، وكان أخرهم الفنان خالد أبو النجا الذي أبدى إعجابه بطريقة كتابة السيناريو والفكرة التي يقدمها العمل ومدى المساحة التي يتركها الفيلم للمشاهد للتفكير حول "هيليوبليس"، وماذا يحدث للجيل بأكمله وكيف أن الساعات تضيع بدون أن يحدث أي فعل مفيد طوال اليوم، وأن العمل يعكس حاله بلد ووطن.
وكان آخر سؤال لماذا كانت جميع الشخصيات في العمل مستقلة ولا يوجد بينها اتصال أو كانت جميع العلاقات موازية ولم يلتقوا معظم الأشخاص ببعضهم في العمل؟.
وأجاب المخرج قائلا أنه من الممكن أن نقابل أشخاص كثيرة في حياتنا اليومية ولا يوجد بيننا وبينهم أي صلة، وقد يتغير الكثير إذا ما تعرفنا على هذا الشخص، ولكننا لا نتعرف عليه، وهذا يحدث كثيرا في حياتنا اليومية، وأن الفيلم يتحدث أكثر عن الذي لا يحدث وليس الذي يمكن أن يحدث إذا ما تقابلنا، وهي وجهة نظر فلسفية جديدة أراد أن يقدمها في العمل السينمائي.
شاهد لقاءات في الفن مع نجوم "هليوبوليس"