حوار: محمد عاشور
تصوير وكتابة: محمد صالح
"أصابتني حالة إحباط، ليس لأنني لم يُعجب بي أحد،ولكن لأنني لم أصل حتى لهذه المرحلة التي يسمعني فيها أحد"، " سجلت الأغنية في اليوم التالي من اختياري لها، وبعدها بيومين فقط كنت أصور الكليب، وبعدها بخمسة أيام كانت الأغنية تُذاع على ثمانية قنوات، ووجدت نفسي في 7 أيام فقط شخص آخر"، ربما تعكس الجملتين كيفية بداية محمد كيلاني كمطرب، وكيف تحول من شخص لا يستطيع مقابلة مسئول بشركة إنتاج، إلى واحدا من عوامل نجاح واحدة من اهم الأغنيات التي غُنيت لمصر، هو الحوار الأول على الإطلاق لمحمد كيلاني، الذي كشف لنا عن أسباب نجاحه، وخطواته الفترة القادمة؟
محمد كيلاني، أهلا بيك معنا، نريد في البداية تقديم بطاقة تعريف
الأسم: محمد محمود كيلاني
تاريخ الميلاد: 6-6، برج الجوزاء
الدراسة: خريج جامعة أكتوبر للعلوم الحديثة Business Administration
دعنا نتحدث من البداية، كيف شاركت في أغنية "أكيد في مصر"؟
بدأت في الغناء منذ أن كنت طفلا، ومع السنوات فكرت في احتراف الغناء والتقدم لشركات الإنتاج حتى أجد من يرعاني، وكنت أعتقد أنني بمجرد دخولي لشركة معينة سأجد من يرحب بي ويعلن عن استعداده للعمل معي، ولكني اكتشفت أن الموضوع ليس كذلك، وأصابتني حالة إحباط، ليس لأنني لم يُعجب بي أحد، ولكن لأنه لم أصل حتى لهذه المرحلة التي يسمعني فيها احد.
حتى جاء يوم ونحن في إحدى المحاضرات، وكنت "بدندن" داخل المحاضره، وسمعني أحد الطلبة الجالسين أمامي، وطلب مني انتظاره بعد المحاضرة وعدم الانصراق، وبالفعل انتظرته ووجدته مندهش من كوني غير محترف للغناء، فقال لي إنه تربطه علاقة جيدة بالفنان محمود العسيلي، وإنه من الممكن أن يجعلني أجلس معه، فرحبت على الفور، وفاتت أيام كثيرة ربطتني فيه علاقة قوية بمحمد حماد زميلي بالكلية.
بعدها بأكثر من عام فوجئت به يتصل بي، وكان لدي امتحان في اليوم التالي، وأخبرني أنه يجلس مع محمود العسيلي، وطلب مني المجيء لهم، وبالفعل توجهت لهم وجلست مع العسيلي، وطلب مني الغناء فغنيت أغنية "أعز الحبايب" لصابر الرباعي، وطلب مني بعدها غناء أغنية لؤي "مين فينا"، وقمت بغنائها وأعجبته كثيرا، وتعجب هو أيضا من كوني لم أحترف الغناء حتى الآن، ووعدني بالوقوف إلى جانبي، وأخذ رقم تليفوني، ووجدته يحدثني في اليوم التالي ويخبرني أنه بجانب منزلي ويريد أن أنزل له للجلوس معه، ومن وقتها وصرنا أصدقاء، وكان سببا في أن أجلس مع شخصيات كبيرة، وتعب كثيرا من أجلي في هذا الوقت، وكنت أذهب لمنزله يوميا وأغني معه أغنياته على البيانو.
وهل كان هناك اتفاق وقتها على المشاركة معه في عمل واحد؟
هو أخبرني بذلك، وجاء اليوم الذي سمعني فيه أغنية "أكيد في مصر"، وأخبرته أن الأغنية رائعة، وقالي لي أنها ستكون "دويتو"، وأنه لم يستقر على شكلها النهائي، وكل ذلك وأنا خارج الصورة تماما، حتى تم الاستقرار على مشاركة مي سليم والعسيلي في غنائها، بالإضافة لطرف ثالث، وتم البحث عن أسماء لامعة للمشاركة في الأغنية، حتى أخبرني في إحدى الأيام بضرورة مجيئي لقطاع الإنتاج لأمر هام، وذهبت وجلست أمام أسماء كبيرة، وطلب العسيلي مني غناء "مين فينا"، وبعد أن غنيتها فوجئت بالمخرج أحمد المهدي يقول لي "أنت صوتك حلو أوي، حافظ حاجة لذكرى"؟، وغنيت جزء من أغنية "وحياتي عندك"، وبمجرد أن انتهيت من غنائها نظر لمن بجانبه وقال لهم "Done"، وأخبرهم بالموافقة علي.
وسار الموضوع بشكل سريع، حيث سجلت الأغنية في اليوم التالي، وبعدها بيومين فقط كنت أصور الكليب، وبعدها بخمسة أيام كانت الأغنية تُذاع على ثمانية قنوات، ووجدت نفسي في 7 أيام فقط شخص آخر، وحققت الأغنية نجاحا كبيرا.
وأريد أن أقول أنني وجدت دعم كبير من جميع أفراد العمل، المخرج أحمد المهدي وعسيلي ومي سليم، جميعهم وقفوا بجانبي وساعدوني على التخلص من رهبة الوقوف أمام الكاميرا.
وبعد نزول الأغنية، ربطتني علاقة صداقة بالمخرج أحمد المهدي، وأخبرني أنه يرغب في استمرار التعاون بيننا فيما بعد.
الأغنية طُرحت منتصف 2005، وغبت بعدها وظهرت في 2009، هل ترى أن في ذلك خطر نظرا لتأخرك الزمني عن وقت نجاح الأغنية؟
"أكيد في مصر" لم نعتبرها خطوة، هي كانت مجرد بداية لرؤية كيف سيصل هذا الشاب الصغير للناس، وهل سيتقبلونه أم لا، ولما وجدنا أن كل ذلك حدث، بدأنا في التجهيز للفترة القادمة، ورسم الخطة التي سأظهر بها، وفي فترة الغياب هذه سجلت سبعة أغنيات من ألبومي، وذاكرت أشياء كثيرة، وهناك شيئا أسمه "النضوج الفني"، كنت أسعى للوصول له، وحاليا السوق مفتوح وأصبحت هناك عوامل كثيرة للنجاح، ولكن تبقى جزئية كيف يظهر المطرب، وما الشكل الذي سيظهر به، وتسجيل السبعة أغنيات تطلب منا وقت ومجهود كبير، يكفي أن أخبرك أنني رسمت لكل أغنية شكلا محددا على ورق مازلت أحتفظ به.
مع من تعاملت من الشعرا والملحنين؟
تعاملت مع وليد سعد ومحمد يحيي وإيهاب عبد الواحد، وأمير طعيمة ومحمد عاطف وأيمن بهجت قمر وأحمد سرحان، وتوما وعادل حقي وخالد نبيل وعلي فتح الله.
ما الأساس الذي تعاملت به مع أغنيات ألبومك، وأنت لا تعلم موعد طرحه؟
الاختيار كان على أساس شخصيتي، والشكل الذي يلائمني، بغض النظر عن موعد طرحه، وهو ماحدث في الأغنية التي صورتها "تغيب تاني"، وأنا مقتنع أن السبيل الوحيد للنجاح أن أكون "أنا"، وليس أحد آخر، والموسيقى الجيدة "بتتسمع في أي وقت"، وفي رأيي أنه من الأفضل ألا أنساق وراء الموضة اتي تنتشر فجأه، مثل موسيقى الهاوس العام الماضي.
حدثنا عن تصوير أغنية "تغيب تاني"
الفكرة تتلخص في ولد "خطر"، وهو ما يتضح من أسلوب التهديد في كلمات الأغنية، وكانت فكرة الأغنية في كيفية أن يكون الولد "ساحر"، ولكنه سحر خفيف، وفي التوقيت ذاته يكون مثله مثل أي شاب بالشارع، وبذلنا جدها كبيرا في اختيار القصة والجرافيك، وأريد أن أقول أنني صورت الأغنية في سبعة أيام، واخترنا الجرافيك في سبعة أشهر، والمخرج أحمد المهدي كان يسافر لإعداد الكليب في الخارج ويعود ويُصر على التصوير من جديد، وهو طمئني لأنني أتعامل مع رجل محترف.
هل توقعت نجاح الأغنية؟
كنت متأكدا من تحقيقها لنجاح، وذلك بفضل الله بالطبع، ولني لم أتخيل أن تنجح بهذا الشكل، والحمد لله استقبل يوميا مكالمات كثيرة تثني على الأغنية الكليب، وكل مكالمة كانت تشعرني بالنجاح.
وما هي أهم مكالمة جاءتك؟
من اهم المكالمات، مكالمة من والدي، كنت بالشارع وقتها ووجدته يتصل بي ويخبرني بأنه يرى الكليب للمرة الأولى، وبلغني بإعجابه به وبأنني لم أفعل أشياء "أوفر"، وأيضا مكالمات محمود العسيلي ومي سليم، وكريم محمود عبد العزيز الذي كان يذهب معي يوميا أثناء تصوير الكليب.
نجاح الأغنية سيجعلك تُعجل بطرح الألبوم؟
في البداية كنت أتعجل الخطوة الأولى، حتى اعرف آراء الناس، وحاليا "تغيب تاني" هي بداية القلق بالنسبة لي، ولما رأيت نجاح الأغنية تفهمت أنني لابد أن يرتفع مستواي الفني مستقبلا، أو على أقل تقدير أبقى على نفس المستوى.
وهل تراجعت عن بعض الأغاني التي اخترتها بعد نجاح "تغيب تاني"؟
من الطبيعي أن ينتابني القلق بعد نجاح الأغنية، ولكن الحمد لله منتجي أحمد المهدي يتفهم رأيي تماما، وكل فترة نجلس سويا وسنتمع للأغنيات، وإذا اكتشفنا أن موسيقى أغنية "قدمت شوية"، لا توجد أي مشكلات في فتحها والعمل عليها مرة أخرى.
من الذي شعرت معه بالراحة أثناء عملك في الألبوم؟
مهندس الصوت هاني محروس، تعب معي كثيرا في "تغيب تاني"، وكان دائما ينصحني، وهو صديقي، وأيضا خالد سند مهندس الصوت، وأيضا أيمن بهجت ومحمد يحيي وتوما، و90% من الذين تعاملت معهم شعرت معاهم بذلك الشعور.
هل حددت موعد الخطوة المقبلة؟
بعد "أكيد في مصر"، لم نكن نحدد موعدا معينا لطرح أي عمل جديد، ولكن الآن الوضع يختلف، ولا يصح أن أبتعد فترة كبيرة، وقد يدفعني القلق لتأجيلها، ولكني أتمنى أن ينزل ألبومي بالأسواق قريبا.
ماذا يتبقى لك في الألبوم؟
ثلاثة أغنيات، ولم أحدد لهم موعدا لإنهائهم، وإذا عثرت على ثلاثة أغنيات في يوم واحد من الممكن أن آخذهم وأضمهم للألبوم، ولكن لو كانت الثلاثة أغنيات تحتاج لثلاثة سنوات، سأنتظر الثلاثة سنوات، وبإذن الله خلال أربعة أشهر سيتم طرح عمل جديد لي، سواء "سنجل"، أو الألبوم.
"تغيب تاني" حققت مراكز متقدمة في عدة سباقات أغاني، كيف تستقبل تلك الأخبار؟
في الفترة التي يقال فيها "تغيب تاني" المركز الأول، كنت أستقبل مكالمة على هاتفي، وسبعة آخريات على "الويتينج"، وبالطبع سعيد بهذا النجاح رغم وجود نجوم كبار في السباق.
نريد تعريف الناس ببعض ملامح شخصيتك، كيف تقضي يومك؟
من وقت طرح "تغيب تاني"، لا أفعل شيئا إلا انتظار رد فعل الجمهور، سواء على الإنترنت أو في الشارع.
وكيف تستطيع رؤية أصدقائك؟
هم يقدرون أنني حالي أنشغل عنهم بعض الشيء، ولكنهم دائما يقفون بجاني ويساندوني.
ماهي عوامل نجاح المطرب؟
أولا الصوت الجيد، ثم أن يكون مستمع جيد لجميع الألوان والأشكال الموسيقية، وأيضا مهم أن يكون "مختلف" عن غيره، كما لابد أن يعرف مكانته جيدا، والمكان الذي يقف فيه على الساحة الغنائية.
كيف تقييم تجربة فيلم "بحر النجوم"؟
تجربة مفيدة جدا، وهي تجربة جديده علينا تماما خاصة أن يكون لدينا فيلم استعراضي.
وهل من الممكن تكرارها؟
أحتاج حاليا للتركيز في المزيكا، ولا استطيع التركيز في السينما والمزيكا سويا، وإذا كانت هناك تجربة سينمائية في المستقبل سيكون وقت السينما للسينما.
هل كنت تحب أن تكون واحدا من المشاركين في برامج اكتشاف النجوم؟
لا أعتقد أنها ستفرق معي، والمشاركون في هذه المسابقات يرغبون في وضع خطوا أولى لهم، وأنا الخطوة الأولى جاءت بالفعل في أغنية "أكيد في مصر".
من هو مثلك الأعلى؟
في الحياة الشخصية والدي، الذي أتمنى أن أكون مثله، وفي الموسيقى هناك أكثر من مطرب تعب كثيرا من أجل الوصول لما هو فيه الآن، مثل عمرو دياب ومحمد منير، كما أحب محمد محيي، وهناك أصواتا أحبها مثل صابر الرباعي وحسين الجسمي ومدحت صالح وبهاء سلطان، ومن الشباب محمد عدوية ولؤي وهيثم شاكر، ولم أذكر محمود العسيلين لأن عسيلي هو "أنا"،ولا يمكن أن أقول أنني أسمع نفسي!
هل هذا يعطينا انطباع أن الألبوم الجديد سيكون "طربي"؟
مش شرط، هناك فرق بين ما تحب سماعه وما تحب تقديمه، وأنا بطبعي أحب التنويع.
تتمنى أيه في الفترة المقبله؟
أتمنى أن تلقى الخطوة القادمة نجاح كبير.
"تغيب تاني" جعلتك أكثر قلقا؟
جدا، وأصبح لزاما علي أن أقدم ما هو أفضل منها.
كيف يمكن للناس للجمهور التواصل معك؟
عبر الجروب الخاص بي على الفيسبوك باسمي، أو عن طريق موقعي الرسمي www.mkelany.com
هل هناك حفلات قريبا؟
هذه الخطوة تحتاح لدراسة، والوقوف على المسرح ليس بالشيء السهل، ومحمود العسيلي فادني كثيرا في ذلك حين غنيت معه في إحدى حفلاته، وبالتأكيد سأظهر في حفلات مستقبلا