قارب الموسم السادس من برنامج المسابقات الشهير "ستار أكاديمي" على البدء، ومع تأخر بدئه عن موعده الطبيعي في ديسمبر أو يناير تكثر الأقاويل حول تأجيل هذا الموسم أو إلغائه أو إلغاء البرنامج كله.
تكثر الأقاويل الإيجابية أيضا عن البرنامج سواء في التجديدات التي ستلحق بالأكاديمية كمكان من ديكورات أو بناء غرف جديدة مثل حمام السباحة وملعب كرة السلة اللذان تواجدا لأول مرة في الأكاديمية الموسم السابق، أو من جهة زيادة عدد الطلاب أو زيادة الدروس الإجبارية أو الاختيارية للطلاب، وأتمنى في هذا الموسم رجوع أسامة الرحباني لتقييم البرايم في حلقة السبت وتقديم درس التثقيف الموسيقي للطلاب، كما أتمنى أن "يُردم" حمام السباحة لأن مجرد وجوده مثير للشبهات ولا داعي له في ظل وجود رياضات أخرى يقوم بها الطلاب.
ومع بداية البرنامج نبدأ في تكوين آرائنا عن الطلاب وطبيعتهم ونشاطاتهم وطبيعة الموسم، بل ونعود بخيالنا لآخر برايم وإلى حامل اللقب وإلى ضيوف البرايم الأخير، ومن أي بلد ستبدأ وتنتهي الجولة "التورني" هذا العام، وهل سيقومون بها بالفعل أم مثل الموسمين السابقين؟ّ! وأفضل إعلان إلغائها بدلا من التنويه عنها من أول برايم حتى آخر برايم وفي الآخر كل المتابعين على علم أن أعضائها سيكونوا هم آخر ثمانية أو سبعة طلاب وزيادتهم في حالات خاصة كالمشتركين "مايا" في الموسم الثالث و"عماد" في الرابع.
وشئنا أم أبينا فالبرنامج يدخل أغلب البيوت على مستوى الوطن العربي، فأنا أعترف أنني شخصيا من عشاق ومتابعي البرنامج من موسمه الأول، وأنتظره بشغف وأتابع اليوميات والبرايمات وأيضا قناة الـ24 ساعة كلما أمكن لي، رغم عدم اقتناعي بكثير من النقاط وشكي في غيرها، وإذا كان جيلنا يوصف بأنه جيل المتناقضات، فأنا أحمل جزءا من التناقضات بخصوص هذا البرنامج.
ولكن ما سر برنامج "ستار أكاديمي" ليحقق هذه الشهرة الواسعة ونسبة المتابعة العالية بين كل برامج تليفزيون الواقع، هل لأنه يعتمد على المسابقات الفنية؟ لا أعتقد، فقد سبقه برامج "ستار ميكر" و"سوبر ستار" وحاليا "ألبوم" و"إكس فاكتر" وإن اعتمدت كلها على نوعية تليفزيون الواقع باستثناء "ستار ميكر" لأنه تم إيقافه قبل موضة تليفزيون الواقع.
وظهر بعده العديد من هذه النوعية ولكن ليست في نفس المسابقة مثل "فير فاكتر" الذي سيعاد بثه على قناة الحياة و"الأخ الأكبر" الذي لم يستطع أن يحقق نجاحا فتم إيقافه في وسط الموسم الأول منه و"الوادي" الذي لم ينتج منه إلى نسخة واحدة فقط ومثله برنامج "قسمة ونصيب" الذي جمع بين فتايات وشباب وأمهاتهم في منزل واحد لتختار الأم لأبنها زوجته، و"هزي يا نواعم" وأول تجارب الـLBC الفضائية اللبنانية في مسابقة ملكة جمال لبنان.
ولكن ما سبب الاجتياح الرهيب لهذه النوعية من البرامج لمجتمعاتنا العربية، على الرغم من رفض العديد من الدول العربية خاصة دول الخليج لهذه النوعية من البرامج، لدرجة أن بعض دول الخليج رفضت استضافة حفلات "التورنية" على الرغم من أنها لا تمنع أبناءها من المشاركة في البرنامج، هل هو التطور الطبيعي لبرامج المسابقات أم تطور برامج الكاميرا الخفية؟ التي يصور فيها الأشخاص دون علمهم ولكن في هذه الحالة فهم على دراية كاملة حتى بأماكن تواجدها ولكن مع الوقت من المفترض أن ينسوها ويتعاملو بطبيعتهم.
ولكن لماذا يقبل ملايين من الشباب على "ستار أكاديمي"؟ هل لأنها وجبة دسمة من الأغاني والتمثيل وقصص لحياة شباب في نفس السن تقريبا من المفترض أنها حقيقية وطبيعية؟ أم لإشباع روح الانتماء التي يعبر عنها الشباب في التصويت لمواطنيهم أو حتى لانتمائهم لنفس المنطقة متجاهلين حقيقة أنه مجرد برنامج ترفيهي، وفي الحالتين حتى لو خسر متسابقهم المفضل فهو جنى ما يريده من شهرة، فكم متسابق لم يصل للنهائيات وحقق أكثر مما حققه نجم الموسم، أعتقد أن ذلك بسبب أنها تجربة فريدة وسبقت أمثالها بكثير من المراحل بداية من عنصر التشويق قبل بداية البرنامج في عدد الطلاب أو شكل الأكاديمية و وجود دروس جديدة، وحبنا للمدرسين الموجودين في حال الطلاب دون المستوى وتألق هيلدا خليفة في تقديم اليوميات والبرايم.
المثير أنه على الرغم من كثرة الشائعات التي تثار قبل وبعد وأثناء البرنامج من أن اللقب محسوم لشخص بعينه قبل البرنامج أو تحسم النتيجة وفقا للظروف السياسية للبلاد أو قصص الحب المفبركة بين الطلاب أو التلاعب بنتائج التصويت أو إرغام الطلاب على التصويت لشخص محدد إلا أن نسبة المشاهدة لا تتأثر على الأغلب بل ترتفع.
وفسر البعض ارتفاعها على أنها نوعا من مضيعة الوقت أو تأثر بالمجتمع الذي ينشغل بالبرنامج طوال فترة عرضه سواء في الإعلام أو في الشوارع أو المنتديات أو لرؤية نجومهم المفضلين في "البرايمات" أو ربما يجد فيه الناس مخرجا مما يشاهدونه من أزمات سياسية واقتصادية يوميا على شاشات التليفزيون.
كما أظن أن "ستار أكاديمي" تحول إلى موضة للشباب أو نوع جديد من أنواع الإدمان التي تطور بتطور العصور، فمن الممكن أن يشعر المشاهد بالملل من المتسابقين أو أنهم ليسو على المستوى المطلوب وأحيانا نعترض كمشاهدين على تصرفاتهم أو على ملابسهم أو حتى عليهم كشخصيات لكننا نظل نتابعهم وبشغف ننتظر اليوميات والبرايمات وكأننا من عشاقهم.
وفي النهاية أحب أن أعرف ما أكثر ما يعجبك في ستار أكاديمي؟ وماذا تنتظر منه هذا الموسم؟ ولماذا تتابعه؟ وإذا سمحت لكم الفرصة في المشاركة هل ستشاركون؟