القدس (الأراضي المحتلة) - رويترز : قالت ممثلة إسرائيلية تقوم بدور في الفيلم الجديد لمخرج هوليوود الشهير ستيفين سبيلبرج إن المخرج يعتزم تحسين صورة إسرائيل في فيلمه المثير للجدل عن أساليبها في "مكافحة الارهاب".
وأكدت جيلا الماجور أبرز ممثلة في إسرائيل صحة تقارير عن أن فيلم الإثارة مأخوذ عن كتاب بعنوان "الانتقام" "vengeance" الذي يتناول عملية نفذها جهاز المخابرات الإسرائيلية (الموساد) لإغتيال زعماء جماعات فلسطينية في السبعينيات وأثارت إنتقادات واسعة النطاق.
ونفذت المهمة انتقاما لمقتل 11 رياضيا إسرائيليا إحتجزهم مسلحون فلسطينيون في دورة الالعاب الأولمبية في ميونيخ عام 1972 وقتلوا في محاولة انقاذ فاشلة ، وشكك العديد من مسئولي الموساد السابقين في البحث الذي أجراه سبيلبرج.
لكن الماجور التي قامت بدور أم قناص من الموساد وصفت مثل هذه الانتقادات بأنها "غير لائقة وغريبة" ، وقالت في حديث اذاعي "من المهم للغاية بالنسبة لسبيلبرج أن يؤدي الفيلم دوره بالنسبة لإسرائيل" ، ورداً على سؤال إن كان الفيلم سيساعد في تحسين صورة إسرائيل قالت "أعتقد ان هذا هو هدفه".
لكن أحد ممثلي الفيلم اختلف مع الماجور فقال الممثل دانيال كريج لمجلة امباير "الامر يتعلق بأن الثأر لا ينجح فإراقة الدماء تولد المزيد من إراقة الدماء."
وسبيلبرج اليهودي اشتهر في إسرائيل بفيلمه عن مذابح النازي "قائمة شيندلر" "schindler's list" والذي إنتهى ببدء الناجين من معسكرات الإعتقال النازية حياة جديدة في دولة إسرائيل التي كانت قد تأسست لتوها.
وقال سبيلبرج في بيان "إستعراض رد إسرائيل على أحداث ميونيخ من وجهة نظر الذين أرسلوا للإنتقام لهذه المأساة يضيف بعداً إنسانيا لمسلسل من الرعب عادة ما نفكر فيه فقط من الناحية السياسية أو العسكرية."
لكن مثل هذه المشاعر تثير الدهشة بين خبراء الأمن الإسرائيليين الذين يرون أن من الأفضل عدم مناقشة سياسة الردود الإنتقامية ، ولم تعلن إسرائيل قط مسؤوليتها عن عمليات إطلاق النار وزرع المتفجرات وغارات الكوماندوز التي قتلت عشرة فلسطينيين أشتبه أن تكون لهم علاقة بهجوم ميونيخ ، وشملت الحملة قتل نادل مغربي في النرويج عام 1973 أعتقد خطأ إنه ناشط فلسطيني مطلوب ، وجرت محاكمة ستة من فريق التنفيذ الاسرائيلي بتهمة القتل.
ويفيد كتاب "الإنتقام" أن إسرائيل تركت العديد من عملائها ليترصدهم ويقتلهم الفلسطينيون وهو ما لم يرد في التقارير الإخبارية أو سجلات المحاكمة في النرويج ، وقال مؤلف الكتاب "جورج جوناس" إن الكتاب يستند لذكريات قاتل سابق في الموساد وأن "تفاصيل معينة وردت في الرواية لم يتسن التحقق منها."
وخرج "زفي زامير" الذي رأس الموساد في السبعينات عن صمته لدى سماعه أن فيلم سبيلبرج يستند لكتاب "الإنتقام" وقال لصحيفة هاأرتس "يدهشني ان يختار مخرجا مثله هذا الكتاب بالتحديد من بين كل المصادر."
ومازالت اسرائيل تطبق سياسة رصد وقتل النشطاء الإسلاميين الذين تقول إنها تشتبه في تدبيرهم هجمات إنتحارية أثناء الإنتفاضة الفلسطينية التي إندلعت في الأراضي المحتلة في الضفة الغربية وقطاع غزة عام 2000 لكنها علقت مثل هذه العمليات منذ بدء العمل بهدنة هشة مع النشطاء في فبراير الماضي.