أسطورة الشر في السينما المصرية، صاحب الملامح الحادة والصوت الذي لا تخطئه أذن، محمود المليجي ذلك الرجل الذي كان يضرب بقسوة أدواره المثل في الشر والتفنن في الإيذاء والانتقام.
ما سبق كان المليجي الذي يظهر على الشاشة الفضية، لكن في الحقيقة لدى المليجي -بشهادة كل من عاصروه وتعاملوا معه- جانب طيب ربما أكثر طيبة من شخصية خميس التي أداها فريد شوقي أمامه في فيلم رصيف نمرة خمسة.
في حياة "مارلون براندو العرب" الكثير من الحكايات التي رواها بنفسه، إذ كان النجم الكبير لا يخشى الحديث للصحافة والإذاعة والإعلام عن حياته الخاصة التي بحب قربه من معظم رجال الإعلام والفن كانت تعتبر كتابًا مفتوحًا للجميع وبالتالي لجمهوره.
ويحكي المليجي عن نفسه وبداياته ويقول، إنه ولد في حي المغربلين بالقاهرة، ثم انتقل بعد ذلك مع عائلته إلى حي الحلمية، وبعد حصوله على الابتدائية اختار المدرسة الخديوية ليكمل فيها تعليمه الثانوي، إذ كان يحلم أن يكون له باعًا في التمثيل وكانت المدرسة الخديوية تشجع التمثيل، فمدير المدرسة "لبيب الكرواني"، كان يشجع الهوايات وفي مقدمتها التمثيل.
التحق المليجي بفريق التمثيل بالمدرسة، حيث أتيحت له الفرصة للتعلم على يد كبار الفنانين أمثال أحمد علام وجورج أبيض وفتوح نشاطي وعزيز عيد إذ استعان بهم مدير المدرسة ليدربوا الفريق.
يقول المليجي: "في السنة الرابعة جاء عزيز عيـد ليدربنا، جذبتني شخصيته الفذة وروعة إخراجه وتطور أفكاره، وكنت أقـف بجانبه كالطفل الذي يحب دائماً أن يقلد أباه، وقد أُعجب بي عزيز عيد وأنا أمثل، ومـع ذلك لم يعطني دورًا أمثله، وكـان يقول لي دائمـاً (إنت مش ممثل روح دور على شـغلة ثانية غير التمثيل)، وفي كل مرة يقول لي فيـها هذه العبارة كنت أُحس وكأن خنجرًا غرس في صدري، وكثـيرًا ما كنت أتـوارى بجـوار شجرة كبيرة بفناء المدرسة، وأترك لعيني عنان الدموع".
ويضيف: "جاء لي ذات يـوم صديق قـال لي: إن عزيز عـيد يحترمك ويتنبأ لك بمستقبل مرموق في التمثيل، فصرخت فيه قائلًا: من قال لك ذلك؟ فأجاب إنه عزيز عيد نفسه، وعرفت فيما بعد أن هذا الفنان الكبير كان يقول لي أنت فاشل ولا تصلح ممثلًا متعمدًا حتى لا يصيبني الغرور وكان درسًا لا ينسى من العملاق عزيز عيد".
لقاء نادر للمليجي مع الإعلامي طارق حبيب