لوس أنجليس (الولايات المتحدة) - رويترز: منذ بدء عرض فيلم "مركز التجارة العالمي" world trade center لم تثر الجلبة حول المخرج كالمعتاد ، وإنما أثيرت ضجة إعلامية حول الفيلم نفسه.
وأشاد النقاد بالمخرج المثير للجدل عادة أوليفر ستون للإحترام وضبط النفس والوطنية التي أظهرها في فيلمه الجديد ، بينما يتساءلون إن كان الأمريكيون مستعدين لمشاهدة فيلم يتناول جرحاً وطنياً لم يندمل وهو كارثة 11 سبتمبر.
وبدأ يوم الأربعاء عرض فيلم "مركز التجارة العالمي" الذي يتحدث عن بطولة اثنين من شرطة هيئة الموانيء سارعا لدخول الجحيم في برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك لإنقاذ الناس ، وإنتهى بهما الأمر بأن دفنا أسفل الأنقاض.
ويقول خبراء شباك التذاكر إنه رغم الإنتقادات العنيفة فإن الفيلم الذي أنتجته شركة باراماونت وتكلف 65 مليون دولار يواجه اختبارا رئيسياً من الجمهور وهل سيكون مستعداً لمشاهدته أم أنهم سيبتعدون بسبب حساسية الموضوع ، بعض الخبراء يقولون إنه يمكن إعتبار أن الفيلم نجح إذا حقق ايرادات تزيد على 20 مليون دولار في الأيام الخمسة الأولى.
وفي الفترة التي اعقبت الكارثة مباشرة تجنب منتجو الأفلام الموضوع ، بل ومسحوا صور البرجين من الأفلام بما في ذلك حذف مشهد من فيلم "الرجل العنكبوت" spider-man يخطط فيه البطل للتسلق بين البرجين.
لكن في ابريل الماضي بدأ عرض فيلم "يونايتد 93 " united 93 الذي يصور كيف ثار أحد الركاب على متن الطائرة - التي قيل أنها كانت تستهدف البيت الأبيض ضمن هجمات 11 سبتمبر عام 2001 - ليمنع الخاطفين الإنتحاريين من قيادتها إلى واشنطن ، وحقق إيرادات بلغت 31.5 مليون دولار محليا ، رغم أن بعض المشاهدين خرجوا وهم يبكون بعد مشاهدة اللقطات المزعجة.
وقال بول ديرجارابيديان رئيس شركة إكزيبتور ريليشانز لخدمات متابعة مكاتب التذاكر إن فيلمي "يونايتد 93" و"مركز التجارة العالمي" يتناولان "موضوعاً حساساً" وتم تسويقهما بطريقة خاصة.
وأضاف : "أي فيلم يتناول هذا الموضوع سيجد أشخاصا يحبون الذهاب للسينما يقبلون على مشاهدته ، وهذان الفيلمان لا يسعيان للهرب ، وهذه النوعية من الأفلام لاتضع في مقدمة أهدافها شباك التذاكر ، وإنما تسمح للناس بمشاهدة الحدث من خلال عيون المخرج".
وفيلم "مركز التجارة العالمي" أثار الدهشة في البداية لأن ستون يشتهر باخراجه للأفلام السياسية التي تهاجم السلطة مثل فيلم "jfk" الذي يوحي بأن إغتيال الرئيس جون كنيدي انطوى على مؤامرات على أعلى مستوى في الحكومة.
وهذه المرة لم يعثر ستون على أي متآمرين وهو ما أصاب جماعات تعتقد أن الكارثة تم التخطيط لها ثم التغطية عليها من جانب الحكومة الامريكية بالإحباط ، بل أن هذه الجماعات قد تكون بين أكثر منتقدي الفيلم حدة.