القاهرة (مصر) - رويترز : بدأت مساء الثلاثاء الدورة الحادية عشرة للمهرجان القومي للسينما المصرية ، وكان فيلم "البريء" هو فيلم الافتتاح ، تكريماً لروح الفنان الراحل أحمد زكي الذي أهديت إليه الدورة الحالية.
وبدأ حفل الإفتتاح بتصفيق متواصل لذكرى زكي ، مع هبوط صورتين كبيرتين للنجم الأسمر من سقف المسرح الكبير لدار الاوبرا المصرية.
ويتنافس في المهرجان ، 139 فيلما روائيا وتسجيليا على جوائز تبلغ قيمتها 526 ألف جنيه حوالي 91 ألف دولار ، وتضم مسابقة الأفلام الروائية الطويلة 18 فيلما من أبرزها "إسكندرية-نيويورك" ليوسف شاهين و"بحب السيما" لأسامة فوزي و"أحلى الأوقات" لهالة خليل و"الباحثات عن الحرية" ، لإيناس الدغيدي و"تيتو" لطارق العريان ، و"حالة حب" لسعد هنداوي و"يوم الكرامة" لعلي عبد الخالق.
واختير الدكتور فوزي فهمي -الرئيس السابق لاكاديمية الفنون المصرية - رئيسا للجنة تحكيم مسابقة الأفلام الروائية ، والناقد مصطفى درويش رئيسا للجنة تحكيم مسابقة الأفلام التسجيلية.
ويكرم المهرجان في حفل الختام مساء الأربعاء القادم خمسة سينمائيين مصريين ، هم المخرج محمد راضي والناقد سمير فريد ومدير التصوير سعيد شيمي والمونتير أحمد متولي والممثلة نبيلة عبيد ، وصدرت بهذه المناسبة خمسة كتب تتناول انجازات المكرمين.
وتعد هذه هي المرة الأولى التي يعرض فيها فيلم "البريء" كاملاًَ ، والذي يتناول عمليات تعذيب المعتقلين السياسيين على أيدي قوات الأمن المصرية ، وكان الفيلم مثار رفض من الرقابة المصرية وقت عرضه لأول مرة عام 1986 ، وتشكلت حينها لجنة وزارية من ثلاثة وزراء أقروا ضرورة حذف نهاية الفيلم ليصبح صالحاً للعرض.
وفي أول لقطة من الفيلم الذي أخرجه عاطف الطيب "اهداء إلى عشاق الحرية في كل مكان وزمان" مع إشارة تحمل تعميماً يفيد بأن أحداث الفيلم لا ترتبط بوقت محدد.
وفي مشهد نهاية الفيلم ، يكتشف المجند القروي أحمد سبع الليل خداع رؤسائه الذين أقنعوه بأن المعتقلين السياسيين هم " أعداء الوطن" ، وعليه أن يعاملهم بقسوة وصلت في بعض الاحيان إلى قتل أحدهم واخفاء جثته في الصحراء بأعصاب باردة ، لكنه يثور عليهم في النهاية رافضاً هذا التضليل.
وقال مؤلف الفيلم وحيد حامد في كلمته "إن زكي سيعيش في ذاكرة السينما المصرية طويلا" ، وأضاف : "الحرية دائما تنتصر مهما طال الزمن... كل من حاربوا الفيلم بسبب بعض المزاعم ذهبوا وبقي الفيلم.. وستبقى الحرية".
وذكر علي أبو شادي رئيس جهاز الرقابة على المصنفات الفنية ورئيس المهرجان أن اللجنة الوزارية التي قررت حذف مشهد النهاية إستنادا إلى أن هذا المشهد "لا يعبر عن الواقع المصري".
وتابع أن مشهد تمرد المجند على أوامر رؤسائه واعتراضه على تنفيذ تعذيب المعتقلين يعد "نبوءة" فبعد أيام من قرار اللجنة الوزارية التي اعترضت على تلك النهاية وقعت أحداث الامن المركزي في مصر عام 1986 " وأطاحت بوزير الداخلية.