أثارت سعاد حسني في حياتها جدلاً لم يخطاه شيئا إلا جدل ما بعد رحيلها المؤلم ، وهاهي بعد الحادث بخمسة أعوام تعيد إثارته مرة أخرى بين جهاز السينما وشركة العدل جروب للإنتاج الفني ، بعدما أعلن كلاهما إنتاجه لمسلسل عن حياتها ، لتعود "السندريلا" على ساحة الجدل الفني مرة أخرى!
وبين تمسك الأول بحقه في عمومية شخصية السندريلا ، وشراء العدل جروب لحقوق تجسيد الشخصية من ورثتها ، تعود "السندريلا" على ساحة الجدل الفني مرة أخرى!
وقبل توجه مراسلي filbalad.com إلى مكتب الليثي في جهاز السينما يوم السبت الماضي لمناقشته في أمر المسلسل "المشكلة" ، أجريا اتصالاً هاتفياً بشريف الزلط نائب رئيس مجلس إدارة العدل جروب أكد فيه أن شركته هي الأحق بتقديم المسلسل بعد توقيع عقد موثق مع ورثة الفنانة الراحلة لتقديم المسلسل.
وقال الزلط : "لا يرضي أحد أن يتعب أشخاص ويخلقون الفكرة ويدفعون أموالهم من أجلها ليأتي غيرهم وينفذها".
أما الليثي نفسه ، فقد شدد على أحقيته في تقديم المسلسل بأسباب كثيرة : "الفكرة في عقلي منذ 13 عاماً ، أي قبل تفكير "العدلية" في إنتاجه واختيار محفوظ عبد الرحمن لكتابته".
وإن كان "العدلية" - كما يسميهم الليثي - اشتروا حقوق تقديم المسلسل من الورثة ، فإنه لا يرى أي معنى لمثل هذا "الشراء والبيع".
رئيس جهاز السينما أضاف أنه قدم من قبل شخصيات مثل "جمال عبد الناصر وأم كلثوم والسادات دون شراء أي شيء من الورثة ، فكيف أدفع للورثة هذه المرة إلا إذا كان الأمر "لي ذراع"؟! المستشارون القانونيون درسوا الأمر وأكدوا أن حياة الزعماء والفنانين شخصيات عامة ملكاً لأي إنسان ، وحق معنوي لا يورث ، وإذا كان الأمر كما يدعون ، لن نرى أي عمل عن الزعيم سعد زغلول مثلاً".
الليثي أوضح أنه لا يعنيه اعتراض ورثة السندريلا وبالأخص شقيقتها جانجاه : "قبضت من العدل حوالي ثلاثة ملايين جنيه مقابل تجسيد القصة ، والآن لا تريد مني إلا المال ، ورثة سعاد سبعة عشر وريثا ، لم يكن لهم علاقة بها ، ويكرهون بعضهم ، فهل المطلوب مني أن أعرض السيناريو عليهم جميعاً ، وأحصل على موافقتهم مهما كلفتني لأقدم المسلسل؟".
وبالرغم من صعوبة تحقيق ذلك ، فإن جانجاه حسني رأته أمراً لابد منه ، وقالت : "نعم سعاد شخصية عامة ، لكن من الذي يعرف تفاصيل حياتها الخاصة غيرنا ، وكيف سيروي حياتها من طفولتها إلى آخر حياتها وعائلتها وزيجاتها دون الرجوع إلينا؟ حياتها ملك لأهلها فقط ، هم من يعرفون خباياها وأسرارها ، وليس أي شخص آخر".
الليثي عاد ليصر على أنه سبق شركة العدل إلى البدء في تنفيذ المسلسل وليس فقط في كتابة الفكرة بالقول : "تحدثت إلى المنتج والموزع طارق نور لكي يرى السيناريو النور ، وجهزنا كل ما يمت لحياتها بصلة ، وبدأنا التصوير يوم السبت الماضي في المنيل ، وهو من طفولة السندريلا ، التي تعرضت فيها لكسر إثر غارة جوية أثناء الحرب العالمية الثانية ، نحن بدأنا التصوير بالفعل ، أما العدلية فلم ينهوا كتابة المسلسل بعد".
واختار الليثي منى زكي لتجسيد دور الفنانة السمراء ، بينما صرح مصدر في شركة العدل جروب أن اختيار بطلة مسلسلهم ستكون على يد الجمهور وفريق متخصص ، مثلما فعلوا في مسلسلهم القادم "العندليب" والذي يتم اختيار بطله من خلال برنامج "العندليب من يكون" ، وهي الفكرة التي رفضها الليثي.
وقال رئيس جهاز السينما : "تلك البرامج للدعاية والربح فقط ، ومجرد تضيع للوقت ليس منها فائدة ، فضلنا أن نكون عمليين ، وأن نستثمر ذلك الجهد في العمل نفسه ، رشحنا أكثر من بطلة ، ووقع الاختيار على منى التي وقعت عقد بطولة المسلسل ، وأمامها يلعب دور عبد الحليم حافظ المطرب مدحت صالح ، ولم نختر أبطالا آخرين بخلاف الفنانة مها أبو عوف لأداء دور والدة سعاد".
الليثي - الذي رصد للمسلسل ميزانية تعدت 12 مليون جنيه – أكد أن المسلسل سيعرض في شهر رمضان القادم لكنه رفض التأكيد عما إذا كان سيذاع على شاشة التليفزيون المصري ، واستطرد : "لا أعلم هل سيعرض على التليفزيون المصري بعد أم لا ، لكن هناك تعاقدات بدأت مع العديد من القنوات العربية لعرض المسلسل ، تتناول حياة السندريلا من ميلادها حتى مماتها ، وتأخذ علاقتها بالعندليب الأسمر نصيب الأسد منها ف 17 حلقة".
وأنهى ممدوح الليثي حديثه بتأكيده على إنتاج المسلسل الذي كتبه عاطف بشاي ويخرجه سمير سيف في نسخة جهاز السينما : "وللعدل جروب كل الحق في اللجوء إلى القضاء ، والمحكمة هي التي تقرر إذا كان العمل يسيء إلى السندريلا أم لا ، وإن كان من حقهم منعي من إنتاج المسلسل".
وربما كانت هذه هي النقطة الوحيدة التي اتفق فيها الزلط مع الليثي ، إذ قال : "لن نتحدث عن المسلسل عبر وسائل الإعلام ، طرحنا الأمر بالفعل ع