القاهرة (مصر) - رويترز : صفق الجمهور طويلا لصبي عراقي وهو يعزف على العود مغنيا قصيدة "سلوا قلبي" التي لحنها رياض السنباطي قبل نحو 60 عاما ، وألهبت بها أم كلثوم حماس المصريين الذين كانوا في إنتظار الخلاص من الإحتلال البريطاني.
وفي بداية الليلة العراقية الثانية التي استضافتها دار الأوبرا المصرية مساء الثلاثاء الماضي قدم الموسيقي العراقي البارز فاروق هلال الصبي بلال وسيم - 12 عاما - الذي يعزف على العود باقتدار ويغني ويلحن.
وقال هلال ان العراق غني بابداعه و"لا خوف على العراق .. لأن وسيم موهبة لا تصدق ، إنه يغني من ألحانه عن مأساة العراق لانه من جيل الحصار".
وطلب الحضور الذين امتلات بهم قاعة المسرح أن يعيد غناء قصيدة "سلوا قلبي" التي كتبها أمير الشعراء أحمد شوقي ولحنها السنباطي ، ويأتي استدعاؤها الآن من التشابه بين الإحتلال البريطاني لمصر آنذاك والإحتلال الامريكي للعراق منذ عام 2003 ، وكانت أم كلثوم تبلغ ذروة الأداء في غناء بيت "وما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلاب".
كما غنى وسيم من ألحان هلال قصيدة تنتهي بما يشبه البيان حيث تقول "غير أني أموت ويبقى العراق" ، ومن ألحانه غنى وسيم قصيدة "كل نبضة" التي كتبها الشاعر العراقي محمد سلامي ، وفيها يخاطب بلاده "ففي قربك الشباب .. وفي بعدك المشيب .. قلبي عليك يا حبيبي .. يا جسدا صلى عليه الانبياء".
وذكر هلال ان العراق باق لان فيه أجيالا من المبدعين في كل مجال والشعب الذي يغني لا يموت ، كما قدم المطرب العراقي عائد المنشد الذي غنى بعض أبيات قصيدة "غريب على الخليج" للشاعر العراقي بدر شاكر السياب (1926 - 1964) الذي يعد واحدا من أبرز رواد حركة تجديد الشعر العربي.
واختار المنشد أن يغني من قصيدة السياب "الشمس أجمل في بلادي من سواها والظلام .. حتى الظلام هناك أجمل .. فهو يحتضن العراق".
وأقيمت الليلة العراقية الثانية بالتعاون بين جماعة الخيمة العراقية وجمعية الصداقة المصرية العراقية ، وسبق أن أقامت دار الاوبرا المصرية بالتعاون مع (اتحاد ديوان الشرق - الغرب) في العاشر من أكتوبر الجاري الليلة العراقية الاولى التي تضمنت قصائد لشعراء عراقيين من ألحان وغناء المطربة اللبنانية جاهدة وهبة.
كما عرض باليه "المدينة المسحورة" بمشاركة 16 طفلة عراقية من فرقة الفراشات الحالمة التابعة لدار ثقافة الاطفال إضافة الى عرض فيلم وثائقي صور بعد أيام من سقوط بغداد والحرائق تشتعل في المكتبات والمخطوطات.