الشباب الدائم هو الحلم الذي طالما سعت وراءه البشرية، ونسج منه الروائيون قصصا، وزخرت الفانتازيا السينمائية بحيل لتجعله حلما محققا ولو على شاشتها فقط، فهوليوود صنعت مئات الأفلام أبطالها مصاصو دماء أو Vampires، يتمتعون بالنعمة المستحيلة، وهي الشباب الدائم.
وعلى الرغم من أن السينما العربية لم تكن لها محاولات جادة في تناول هذا النوع من الفانتازيا، إلا أن كثيرا من نجومها يتمتعون بهذه الصفة السحرية وكأنهم من سلالات مصاصي دماء، ولو بشكل مؤقت، بفضل الاستعانة بالإضاءة والماكياج وغيرهما من الحيل، فمنهم من نرى السنين تمر وملامحهم لا تتغير، ومنهم من يشيخون ولكن بمعدل أبطأ كثيرا من الطبيعي، ومنهم من يشيخ فعلا ولكن ينجح في إخفاء علامات تقدم العمر ولو أمام الكاميرا، ومنهم من يستنفذ حيله وينكشف أخيرا ولكن بعد صمود طويل.
وربما كثير من نجوم الستينيات والسبعينيات حرصوا على الاختفاء مبكرا كي تظل صورهم عالقة في أذهان الجمهور على حالها، خصوصا وأن حيل التجميل وقتها لم تكن بالتقدم الكافي، أما الآن ومع أساليب العناية بالبشرة والصحة والماكياج والجمال فقد صلت إلى ذروة تقدمها، وبالتالي صرنا نرى نجمة تظهر في صورة مع شابين ناضجين وهي تبدو بينهما كزميلة لهما من نفس عمرهما، أو أكبر منهما بسنوات قليلة لنكتشف أن هذين الشابين ابنيها.
أو نسمع عن نجمة أخرى لديها 5 أبناء وهي تبدو وكأنها ما زالت في العشرينيات أو الثلاثينيات، بالإضافة إلى نجم له من الوسامة ما يجذب إليه المعجبات، وكأنه في أوائل الثلاثينيات، خصوصا وأنه لم يتزوج وهو مشرف على الخمسين.